لا شك أن المصريين أدركوا جيداً ما يحاك لهم من مؤامرات وما يدبر لهم من مكائد، وإلا لما خرجوا عن بكرة أبيهم فى إقبال منقطع النظير إلى صناديق الاقتراع على التعديلات الدستورية ليقولوا للعالم نحن هنا أحفاد الفراعنة نقدم درساً فى الوطنية والذود عن بلادنا.
خرج المصريون ليهزموا أكاذيب الجماعة الإرهابية وأعداء الوطن والخونة والمارقين الذين راهنوا على سلبية الشعب المصرى وأنه لن يخرج من داره متذرعين بأن ما يحدث هو تحصيل حاصل وأن خروجهم لن يقدم شيئاً- كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.. فها هى جيوش الوطنية الحقيقية من الشعب المصرى التى قالت للعالم أجمع اننا وحدنا أصحاب الحق فى أن نقول كلمتنا وأن نفرض ارادتنا، فالوطن وطننا والقرار قرارنا والمصير مصيرنا ولا تأثير لأحد علينا.
وبدافع الغيرة والوطنية والحفاظ على بلدى وأمنها وسلامتها شاركت كغيرى من ملايين المواطنين البسطاء رجالاً و نساء شيوخا وشبابا للاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة، تلك الملحمة الوطنية الرائعة التى جسدها الشعب المصرى خلال الثلاثة أيام الماضية أمام صناديق الاقتراع والتى شاهدناها أمام أعيننا وسجلتها وسائل الاعلام صوتا وصورة من كل محافظات مصر وهم يتوافدون على صناديق الانتخابات بوازع من ضمير حى ومشاركة فعلية فى صنع مستقبل باهر للبلاد نصنعه بأيدينا، ومواصلة للمسيرة التى بدأها القائد والزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بنى لنا مصر الجديدة والتى نراها الآن فى كل موقع وعلى كافة الأصعدة من حجم الانجازات المبهرة التى لا ينكرها إلا كل مغرض وكاره لتراب هذا الوطن.
خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ضارباً عرض الحائط بالشائعات التى تبث من هنا أو هناك كل هدفهم هو الحفاظ على وحدة وأمن وسلامة واستقرار بلادهم.
لقد راهن المشككون والمغرضون على وطنية الشعب المصري.. وها هو يقدم النموذج الامثل فى دحض هذه الافتراءات وليثبت للعالم من حوله أن مصر ليست كمثيلاتها من الدول العربية المجاورة التى تشهد حالة من عدم الاستقرار، فبعد أقل من خمسة أعوام على ثورة 30 يونيو التى أنقذت البلاد من السقوط فى مستنقع الفوضى اصبحت مصر دولة قوية البنيان تحقق على أرضها انجازات لم تشهدها منذ 30 عاماً مضت.
ورغم تعدد الصور الرائعة التى ظهر بها المصريون فى هذا الاستحقاق إلا أن ما قامت به المؤسسة الدينية مجتمعة فى حث المواطنين على الادلاء بأصواتهم والمشاركة فى صنع القرار والدعوة لتكاتف الجميع لصناعة مستقبل افضل انطلاقاً من المميزات الجديدة التى تكفلها التعديلات الدستورية للمصريين كان له أكبر الاثر فى خروج الحشود للمشاركة بوطنية عالية فى عملية الاستفتاء.. وقد رأينا الاقبال الشديد من علماء الازهر والأوقاف ورجال الكنيسة وهم يدفعون الجماهير دفعاً ليقولوا كلمتهم فكان هذا الاقبال الشعبى الكثيف وهذه الروح الاحتفالية التى صاحبت الاقبال على التصويت دليلاً على عمق الوعى لدى جموع الشعب الحريص على الالتفاف حول قيادته وثقته فيها وأمله الكبير فى غد مشرق بإذن الله.
وختاماً:
قال تعالي:
«فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .»
صدق الله العظيم سورة النور آية (4)