أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المعظم، شهر الهمّة والانتصارات، الذى للأسف الشديد حوّله بعضنا إلى شهر الكسل والعجز والهروب من العمل بالإجازات بادّعاء التفرّغ للعبادة والتقرب إلى الله! فى حين أنه شهر الفتوحات والانتصارات الإسلامية وبناء الأمم.
فلا يصح شرعا ولا خُلُقا أن يُعطّل الموظف مصالح الناس بدعوى الصيام أو العبادة، والمفترض أن نقدم القدوة والمثل الطيب بالصائم الذى يؤدى عمله ويجتهد فى خدمة الناس وقضاء مصالحهم، فلهذا العمل ثوابه الجزيل، وعلينا الحرص لأداء الصلوات فى المسجد.
والإنسان، خاصة المسلم، مطالب بالتحصل على العلوم المختلفة النافعة للإنسان، وعلى رأسها بالطبع العلوم الدينية، وإن كانت العلوم الأخرى لا تقل أهمية، فهى سبب بناء الأمم والحضارات.
وإذا كنا نفتخر ونتباهى بما تركه لنا السلف الصالح من علوم وحضارات وإنجازات، فلابد أن نترك لأبنائنا واللاحقين لنا ما يجعلهم يتباهون به ويفخرون بسلفهم، وأفضل تركة هى العلم الذى هو ميراث الأنبياء، بل هو أحد أسباب الرحمة والمغفرة، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم الذى قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وعدَّ منها: علم يُنتفع به” وأيضا “ولد صالح يدعو له” والصلاح لا يأتى إلا إذا اقترن بالعلم والعمل، وبما يعود على الإنسان وغيره حتى يصير كالقمر أو الشمس تنير لغيرها وينتفع بها جميع المخلوقات.
والعلم المقصود يجب أن يقترن بالأخلاق وإلا صار وبالا على الخلق جميعا.