من مواسم الخير والبر والطاعات والإنفاق فى سبيل الله.. ونحن إذ نرحب بهذه الروح ونزكيها ندعو الله إلى استمرارها طوال العام حتى تتحقق الخيرية فى هذه الأمة وحتى تشيع روح الود والتكافل الاجتماعى الذى يقود بدوره إلى السلام
الاجتماعى فى المجتمع ككل.
وفى شهر رمضان المبارك تتضاعف أعمال الخير ويتسابق الناس أفراداً وجماعات فى أنشطة البر بكافة أشكالها من مادية ومعنوية.. ويتدفق الخير أنهاراً معبراً عن روح التكافل الكامنة فى قلوب الناس منتظرين من يفجرها ويوجهها.. حتى إذا جاء الشهر الفضيل تفتحت الأبواب وانطلقت الطاقات وسادت روح المحبة والتآخى والتكافل وظهرت فى مصر على وجه الخصوص روح والوحدة والتسامح.
وإذا كانت موائد الرحمن التى يقيمها المسلمون ويستضيفون فيها الأقباط أو يقيمها الأقباط لإخوانهم المسلمين تعبيراً عن هذه الروح فان هذا تعبير ظاهر.. ولكن التعبير غير الظاهر هو فى الواقع أضعاف ما هو ظاهر.. ومن متابعتنا لأعمال الخير التى تشارك فيها «عقيدتي » دائماً لاحظنا أنه إذا كان هناك سباق بين طالبى البر من مستحقين فإن هناك سباقاً مماثلاً بين فاعلى الخير ومقدمى المعروف، وهذا أمر بقدر ما نسعد به باعتباره فيضاً من فيوضات هذا الشهر الكريم
نتمنى أن يستمر طوال العام بحيث نسد حاجة المحتاج، ونرفع بعض الأعباء عن كاهل الدولة.
ولعل أعز ما نتمناه ونسأل الله أن يوفق إليه رجال الأعمال أهل الخير عندنا ألا توجه أموال البر إلى الإعانات النقدية أو لعينية الوقتية فقط والتى تستهلك فى وقتها ولا يبقى منها شئ لقادم الأيام نتمنى أن توجه نسبه من هذه الأموال لمشروعات منتجة صغيرة تساعد فى تحقيق دخل منتظم للأسر الفقيرة وتساعد على حل مشكلة البطالة وتنشط حركة التجارة الداخلية وتعطى أبعاداً أوسع وأعمق لمفهوم التكافل.. ولعل جزءاً من هذه الأموال يتجه إلى المستشفيات والمراكز العلاجية التى تضم الألوف بل عشرات الألوف من الحالات الحرجة التى تدمى القلوب وتعتصر العيون.
وختاماً:
قال تعالي:
«إن تبدو الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير»
البقرة آية ١٧٢.