إسلام أبو العطا
هو مهندس التقريب بين السنة والشيعة والأبرز فى هذا الصدد، وأبرز وكلاء الأزهر فى العقود الأخيرة، حيث ينتسب إلى المدرسة العلمية للشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق.
وبرز كعضو للمجلس الاستشارى الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، ورئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بمصر، وعضو فى مجلس علماء ماليزيا الاستشارى، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الماليزية.
يتسم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية بوسطيته واعتداله المستمدين من وسطية الأزهر، كما يتميز بآرائه القوية الجريئة في القضايا الخلافية، فضلا عن دوره فى التقريب بين المذاهب ودوره الوطنى فى توثيق العلاقة بين مسلمى مصر ومسيحييها.
نعته صفحات دعوية أبرزها، الشيخ أحمد تركى مدير عام تدريب الأوقاف، قائلا: تلقيت نبأ وفاة والدى الكريم وشيخى فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق بحزن شديد، ولقد هاتفنى من فترة قصيرة وشعرت أنه يودعنى.
نعى فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية- فضيلة الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي وافته المنية صباح اليوم.
وقال مفتي الجمهورية في بيان له اليوم الاثنين: إن الأمة الإسلامية فقدت علمًا بارزًا من أعلام الأزهر الشريف، أفنى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين وبذل جهدا واضحا في محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وأضاف مفتي الجمهورية: إن الفقيد -رحمه الله- ترك تراثًا علميًّا ضمَّ خلاصة خبراته الطويلة وجهوده الكبيرة في التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وتوجه فضيلة المفتي بخالص العزاء للأزهر الشريف وللأمة الإسلامية ولأسرة الفقيد، داعيًا الله تعالى أن يتغمَّده برحمته ويسكنه فسيح جنته، وأن يشفع فيه علمه وأعماله الصالحة، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وعاشور من العلماء الذين يتميزون بالتواضع مع غزارة العلم أعطى للدعوة كل جهده وهمه رغم انه فى بداية حياته كان يريد الإلتحاق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وليس بالأزهر لكن جده غضب غضبا شديدا وقال له لقد وهبتك للأزهر ولا أريدك أن تتحول عنه.
والتزم الشيخ عاشور بوصية جده وسلك الطريق الأزهرى وألتحق بكلية اللغة العربية ثم مارس الدعوة ولايزال على عهده مع جده حتى توفاه الله.
ورغم ان الشيخ عاشور لم يكن معروفا للعامة فى مصر قبل توليه منصب وكيل مشيخة الأزهر إلا انه ـ منذ توليه لهذا المنصب ـ أثبت جدارته وساعده على ذلك علمه وتواضعه وحبه للناس وحرصه على قضاء حوائجهم. وهو يعترف بأن مستوى الدعاة أضعف بكثير، الأزهر الآن لا يقارن بمستوى خريجى الستينيات والسبعينيات لكنه يؤكد أن الضعف لا يخص الأزهريين وحدهم وإنما ينطبق على مختلف أنواع التعليم ويرجع إلى أوضاع إجتماعية منها كثرة وسائل الترفيه وانصراف الطلاب عن التحصيل العلمى وإنشغالهم بأمور آخرى.
ولد ونشأ فى قرية من القرى المصرية وعاش طفولته كلها فى القرية فى وقت كانت القرى محرومة من الكهرباء والمياه النقية وكانت فقيرة ولا يوجد بها شيئا من وسائل الترفيه بل كانت تعانى من نقص الحاجات الضرورية الموجودة الآن فكان بعد صلاة العشاء يذهب إلى النوم ويستيقظ قبل صلاة الفجر لأداء الصلاة وبدء العمل مع ظهور ضوء الصباح وفى هذه القرية التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وكان جده لأبىه هو ولى أمره وكانت كل أمنيته أن يصبح عالما من علماء الأزهر وشيخا لأحد المعاهد الأزهرية المنتشرة فى أنحاء الجمهورية بعد ذلك التحق بمعهد الاسكندرية الدينى فى المرحلتين الإبتدائية والثانوية وكانت مدة المرحلة الإبتدائية أربع سنوات والثانوية خمس سنوات وتفوق فيها.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية تقدم بأوراقه إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وكان جده فى ذلك الوقت فى مرضه الآخير الذى مات فيه ولما أخبره بما فعت حزن حزنا شديدا وقال يابنى لقد وهبتك للأزهر فلماذا تقدمت لكلية دار العلوم؟ هل لأن هذه الكلية توجد فيها بنات؟ وقال إذا ذهبت إلى دار العلوم فإن ربى وقلبى غاضبان عليك ولن أسامحك أبدا وهنا تدخل أحد أقاربه وقال ان جدك يحبك حبا عظيما ولا تجعله يموت وهو غاضب عليك وبالفعل سحب أوراقه من كلية دار العلوم والتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وقد صدر قانون تطوير الأزهر وهم طلاب فى الكلية ولذلك تأخر سنة فى الدراسة وتخرج فى عام 1964 وبعد التخرج أعلنت وزارة التربية والتعليم عن حاجتها إلى مدرسين فتقدم وعين فى مديرية التربية والتعليم فى بنها وعمل فى مدرسة قها الإعدادية لمدة عام ثم انتدب للعمل فى الإتحاد الإشتراكى العربى وفى منظمة الشباب وظلل فى هذا المنصب حتى عام 1970 ثم سافر إلى السودان كمدرس معار وبقي هناك ستة أشهر ورجع إلى مصر ولم يعد إلى السودان مرة آخرى.
فى عام 1972 نقل إلى مجمع البحوث الإسلامية وعمل فى مكتب الأمين العام للمجمع عضوا فنيا ثم مديرا لمكتب الأمين العام وكان يشغل هذا المنصب الدكتور محمد بيصار رحمه الله الذى عين وكيلا للأزهر وخلفه فى منصب الأمين العام الشيخ محمد حسين الذهبى ـ رحمه الله ـ وعمل معه مديرا لمكتبه أيضا إلى أن عين وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر وأصر على أن ينقل معه إلى وزارة شئون الأزهر وبالفعل نقل فى مايو 1975 ثم رقي إلى مدير عام مكتب وزير شئون الأزهر ثم مديرا عاما للشئون المالية والإدارية وبعد ذلك رقي إلى وكيل وزارة للشئون المالية والإدارية فى عام 1989 ثم وكيل أول لوزارة شئون الأزهر فى عام 1996 وظل فى هذا المنصب يعمل مع رئيس الوزراء فيما يتعلق بالأزهر لأن رئيس الوزراء هو فى نفس الوقت وزيرا لشئون الأزهر إلى أن عين وكيلا للأزهر فى يونيو 2000