تعد إذاعة القرآن الكريم من ثوابت الحياة المصرية، حيث تدخل جميع البيوت ووسائل المواصلات لتؤصِّل فى جميع الأعمار السنية برسالتها السامية التى تحتوى على تقديم كلام الله عزَّ وجلَّ القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة والفقه الإسلامى بوسطية واعتدال.
ولأنها تعد من أهم روافد الثقافة الإسلامية الرشيدة، ليس فى مصر وحدها، بل داخل كل بلد يصله إرسالها على مستوى الكرة الأرضية، لذا نجد أن المؤسسة الدينية تقدم دعمها المعنوي لإذاعة القرآن على جهودها المبذولة للتوعية بصحيح الدين.
وبمناسبة مرور 57 عاما على إنشائها، تقدم “عقيدتى” هذا التحقيق ليكون بمثابة رسالة شكر وتقدير.
يصف د. محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف- إذاعة القرآن الكريم بأنها صرح إعلامي وطني، ولها مكانة عظيمة في نفوس المصريين والأمتين العربية والإسلامية، وأنها لا زالت تؤدي دورًا متميزًا وستظل بإذن الله في الثقافة الإسلامية الرصينة، وتستحق الدعم والتقدير باعتبارها أحد أهم روافد الثقافة الإسلامية الرشيدة.
صوت أصيل
كان مركز الأزهر للفتوى قد كتب عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي تدوينة استعرض خلالها تاريخ ودور إذاعة القرآن الكريم، ووصفها بـ(العريقة) وأنها صوت مصري أصيل، بلغَ صداهُ آفاق الدنيا.
ومن جانبه يتساءل الشيخ محمد حشاد- شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء-: من فى مصر، بل العالم العربى والإسلامى لا يعرف ولا يتابع إذاعة القرآن المصرية؟! التى تربّينا عليها وتعلّمنا منها تعاليم ديننا الحنيف، قرآن وسنّة وصوم وصلاة وعبادة وأحكام فقهية وغير ذلك، هذه الإذاعة العريقة التى تبث منذ 1964م، وقد أجمع على عراقتها وأصالتها، كل من استمع إليها وتابعها، مما جعلها تنال الثناء من السيد رئيس الجمهورية.
أضاف حشاد: وفى عيدها السابع والخمسين، أبعث بتحية واجبة لهذه الشبكة العريقة التى تربّينا عليها منذ عهد د. كامل البوهى حتى يومنا هذا، حيث أعد نفسى من المتابعين لها بإخلاص.
صوت الحق
ويؤكد القارئ الإذاعى الشيخ محمود الخشت- نائب نقيب القراء والمحفّظين- أن لإذاعة القرآن قدسيتها وتقديرها واحترامها، ومكانة كبيرة في قلوب المستمعين من الشعب المصري والعربي، بما تضمّه من قامات إعلامية كبيرة، نعتز ونفتخر بها جميعا، فقدمت برامج دينية هادفة متميزة رسّخت قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الوسطي.
إذاعة عالمية
ويصف الشيخ صديق المنشاوى- أمين عام نقابة القراء- إذاعة القرآن الكريم المصرية بأنها (عالمية) وتلعب دورا كبيرا، ليس فى مصر وحدها، بل على مستوى العالم الإسلامى، حيث تؤدى أسمى رسالة، وتساهم مساهمة فعالة فى نشر الوسطية والتسامح ومواجهة الفكر المتطرف، وتوحيد المفاهيم والتقريب بين المذاهب الفقهية والرد على الشبهات.
منارة العلم الدينى
ويشير الشيخ عبدالباسط عمارة- أمين صندوق نقابة القراء- إلى الدور الهام الذى تؤديه إذاعة القرآن فى خدمة الإسلام والمسلمين، باعتبارها أقدم الإذاعات على مستوى العالم، مؤكدا أنها تستمد قدسيتها مما تقدمه من كتاب الله وتفسير آياته، وسنّة رسوله، ومدلولاتها وسيرته العطرة، وأيضا بما لها من قبول لدى الناس، فهى تعتبر منارة العلم الدينى.
وسطية واعتدال
ويقول د. عصام الروبى- من علماء وزارة الأوقاف-: يُحسب لإذاعة القرآن أنها تقدم الدين نقيا واضحا جليا، مبينة مقاصده، ومبرزة وسطيته، على أيدى أساتذة أكفاء من جامعة الأزهر، وعلماء الأوقاف.
ــــــــــــــــــ
إذاعة القرآن فى سطور
– بدأ إرسال “إذاعة القرآن الكريم” بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في الخامس والعشرين من مارس 1964م، بمدة إرسال 14 ساعة يوميًّا على موجتين “قصيرة ومتوسطة”، ثم امتدَّ بعد ذلك عام 1994م، ليصبح طوال اليوم.
– تعتبر الأولى من نوعها بين إذاعات العالم، فهي الإذاعة الدينية الأعرق والأقدم.
– كان الغرض من بثها في بادئ الأمر إذاعة أول جمع صوتي للقرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم، بصوت القارئ العَلَم فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري.
– من خلالها تعرّف ملايين المسلمين حول العالم عبر السنين على عظماء قراء القرآن، وعظماء المبتهلين، ولم يقتصر دورها على بثّ تسجيلاتِ القرآن الكريم دقيقة الأحكام، متميزةِ الأداء، بل كان لها دور فعال مؤثر في ترسيخ الثقافة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الدينية بعد عامين من إنشائها فقط، وتحديدًا في 1966م، ولعل من أقدم تلك البرامج: “حديث الروح، الدين المعاملة، القاموس الإسلامي، يا أمة القرآن، الموسوعة القرآنية، في روضة الرسول، وبريد الإسلام”، وغيرها مما يَهُمُّ المسلمين، ويتصل بشؤون دينهم ودنياهم.
إضافة لإسهامها في إبراز الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي والإسلامي، من خلال التصدي لدعوات الغلو والتطرف، وتفكيك الدعاوى المغلوطة، والأفكار الهدَّامة، والدعوة لتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الإسلامي الحنيف، فكانت أهم ركائز قوة مصر النَّاعمة.