الحَمْلَة أو المُبادرة التى أطلَقها د. مختار جمعة- وزير الأوقاف- بترديد الصلاةِ على سيّدنا رسول الله- صلّى الله عليه وآله وسلّم- عقب أداء صلاة الجمعة الماضية، فى جميع مساجد مصر، طوال فترة 5 دقائق، جهرا فى جماعة وبالصيغة الإبراهيمية المعهودة فى صلواتنا، كَشَفَت “عَوْرَة المُتَسَلِّفَةِ” وفضَحَت “الخلايا النائمة” من الجماعة الإرهابية التى تعمل بخلاف ما يعتقد ويؤمن الشعب- ليس الشعب المصرى فحسب بل كل الشعوب العربية والإسلامية كذلك- وأسقطت ما تبقَّى لهم من رِداء الخِداع بالدين الزائف الذى يؤمنون!
فرغم البهجة والسعادة الغامرة التى لقى بها المُصلُّون تلك المبادرة- فى معظم وغالبية المساجد- وهتافُهم وترديدهم “الصلاة الإبراهيمية” بل توزيع الهدايا والمشروبات والحلويات، ابتهاجًا وفرحًا بالصلاة على سيّدنا النبي، خرج علينا أولئك “المُتَسَلِّفَة” رافضين الصلاة على النبي، وبعضهم طرح التساؤل الخبيث: هل صلَّيت اليومَ على النبي؟!
أولئك المُتَسَلِّفَة لم يستجيبوا لدعوة وزارة الأوقاف رغم كونهم يعملون فى مساجد تابعة للأوقاف! اعتقادا منهم أن التبعية للأوقاف إداريا شئ، والاستجابة للدعوة شئ آخر! ثمّ إنهم يتبعون مشايخ خاصِّين بهم أفتوا بعدم جواز الصلاة على النبى بهذا الشكل الذى لم يَرِد عن الرسول ولا صحابته، ويقولون: هل نبتدع فى الدين ما ليس منه؟! وحينما يواجههم أحد بأن الأزهر ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء ومنهم العلامة المُحدِّث د. أحمد عمر هاشم أجازوا ذلك، بل استحسنوه لما فيه من اجتماع على “الصلاة على النبي” وفى بيوت الله ويوم الجمعة الذى هو العيد الأسبوعى وخير أيام الدنيا، والذى حثَّنا فيه سيّدنا رسول الله على الإكثار فيه من الصلاة والسلام عليه، فقال فى أحاديث كثيرة منها: (إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ؛ فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ؛ فأكْثِروا عليَّ مِنَ الصَّلاةِ فيهِ؛ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ…. )، (أكثِروا مِن الصلاة عليَّ يوم الجمعة؛ فإنَّ صلاة أُمَّتِى تُعرَض عليَّ كل يومِ جمعةٍ، فمَن كان أكثرهم عليَّ كان أقربُهم منّى منزلةً).
يردَّون بكل استفزاز: حتى لا تحدث فتنةٌ بين المُصلِّين!
فأى فتنةٍ فى اجتماع المُصلِّين فى مجلس يُصَلَّى فيه على سيّدنا رسول الله؟!
أعتقد أن أمثال أولئك النَفَر الذين لا يُوَقِّرون سيّدنا رسول الله، ولا يُحبّون أن يجتمع الناس على ذكره والصلاة والسلام عليه، حَرِيٌّ بالعامّة أن يستبعدوهم وينبذوهم بعيدا عن حياتهم، ولا يثقون فيهم أو يأتمنونهم على فتوى أو سؤال فقهى أو حتّى الصلاة خلْفَهم.
فالمسألة ليست اتّخاذ إجراءات إداريّة أو خلافه مع أمثالِهم، وإنما المواقف الشعبيّة هى التى تكون أكثر ردعًا وتأثيرًا، لأن المُصَلِّين هم أكثر من يكشف زيف وادّعاء أولئك النَفَر المنافقين الذين يرفضون “الصلاة على النبيّ” لمجرّد أنها دعوة أو مبادرة تابعة لجهة حكومية، أمّا إذا كانت صادرة من أى جهة أخرى لدعموها بكل ما أُوتوا من قوّة.
إننا فى أمَسِّ الحاجة لمثل هذه المبادرات التى تُحْيِى فى نفوسِنا الأخلاق والقيم التى افتقدناها كثيرا فى مُعاملاتنا الحياتية، وليس هناك أفضل ولا أعظم من التَمَثُّل والاقتداء بسيّدنا النبي، وقد أكّد الحق تبارك وتعالى هذا فى قوله: “لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (الأحزاب: 21).