انشأ أكبر مظلة عالمية لدور الإفتاء .. وقدم الدار كمرجعية شرعية لأوروبا والأمم المتحدة
فقيه صوفي زاهد وولي مجتهد هادئ.. يملك مفاتيح القلوب بتواضع المحب التقي
إيهاب نافع
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية قرارا بتجديد تعيين فضيلة الدكتور شوقي علام مفتيا للديار المصرية للعام الثالث على التوالي بعد التعديل القانوني بقرار جمهوري الذي حول دار الإفتاء المصرية من إلى جهة ذات طبيعة خاصة بما يسمح للرئيس التجديد للمفتي مع منحه درجة وزير، والذي صدر قبل عامين حين بلغ فضيلته السن القانونية للمعاش.
ولعل البعض ينظر إلى ما يحدث في دار الإفتاء في عهد فضيلة الدكتور شوقي علام بأنه مفتي إستثنائي في مرحلة استثنائية من تاريخ مصر، استثناء بدأ منذ تعيينه في عام 2013 حين كان أول مفتيا للديار المصرية ينتخب من قبل هيئة كبار العلماء، في أول تفعيل لهذا البند وربما بعد نحو عام واحد من إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء، التي لم يتمتع فضيلته بعضويتها حتى الآن، رغم انطباق كافة الشروط على فضيلته، وربما جاء انتخاب الدكتور شوقي علام وبالتحديد في مارس 2013 حدثا استثنائياً مهما حيث عين بالانتخاب من الهيئة، إنقاذا لدار الإفتاء المصرية من ذلك الداء العضال الذي كان ينخر في تلك الفترة في كل أنحاء الحكومة، والذي لم تسلم منه وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وحتى منبر الجامع الأزهر، وكثير من مساجد مصر الكبرى، حيث كان الإخوان يصارعون الأزهر وهيئة كبار العلماء للاستيلاء على منصب مفتي الديار المصرية، وبالفعل جرى حينها الدفع بالدكتور عبدالرحمن البر، الذي كان عميدا لأصول الدين بالمنصورة، وكان في ذات الوقت مفتيا للإخوان، وللقارئ الكريم أن يتخيل لو أن مفتي مصر كان إخوانيا وقت ثورة الثلاثين من يونيو لكان أفتي باستحلال رقاب جميع من حضروا بيان 3 يوليو كما فعلت منصة رابعة حينها عبر بث خطاب متطرف ظلت البلاد تحصد نتيجته طوال عقد كامل من العنف والتطرف والإرهاب.
ولأن الرجال مواقف كان الرجل وهو ذلك العالم التقي النقي المجتهد الورع والولي المتواضع الزاهد صاحب مواقف لا تنسى في تاريخ مصر، فلم يقف موقف المتفرج من الأزمات الخطيرة التي عاشتها مصر منذ إزاحة الإخوان، فحول دار الإفتاء المصرية من دار مهمتها الفتوى وفقط، إلى دار تقود خطة مواجهة للحرب الفكرية الخطيرة التي عاشتها مصر، وتحول الدكتور شوقي علام إلى قائد للمواجهة الفكرية مع الإخوان حيث أنشأ مرصد للفتاوى المتطرفة، يرصد الفتاوى ويرد عليها ويفندها، ويرد على كل فتاوى كافة الجماعات والتنظيمات المتطرفة على مستوى العالم ، وخاض حربا ضروسا مع تنظيم داعش الإرهابي، وقاد حملة عالمية لرفض مسمي تنظيم الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة الإسلامية، بل كانت دار الإفتاء سباقة في توظيفها كافة منصات التواصل الاجتماعي في تلك المهام الثقال.
إن دار الإفتاء المصرية التي كانت في عهد سابق تمارس مهامها من شقة صغيرة بالقاهرة ومثيلة لها بالإسكندرية صارت اليوم تملك اولا ثلاث مباني ضخمة في حديقة الخالدين بالدراسة، فضلا عن مقار في نحو 12 محافظة مصرية، كما دشن كثير من المشاريع العملاقة منها مؤشر الفتوى، مركز سلام لدراسات التشدد، ومرصد الإسلام فوبيا ، ومنصات ومواقع بلغات عدة.
إن ما تقدمه دار الإفتاء المصرية من جهود مخلصة في مساندة الدولة المصرية لهو دور وطني سيخلده التاريخ بمداد من نور، كما أن قيادة حرب المواجهة الفكرية وتوضيح صحيح الإسلام لهو جهد تستحق الدار عليه كل التحية والتقدير.
إن كثير من المهام التي ربما أشرف عليها فضيلة الدكتور إبراهيم نجم لاستطاعت أن تقدم دار الإفتاء المصرية بالشكل اللائق بمصر في الداخل والخارج صوتا للعقل مسموع، وثقة لا تضاهى ولا تقارن، ولذا ففضيلة المفتي وجهازه المعاون وعلى رأسه فضيلة الدكتور إبراهيم نجم استثناء وطني مخلص للدين والوطن في واحدة من أخطر الفترات في تاريخ مصر.