مرحبًا بقبول مصر، وبعض الدول العربية والإفريقية، ضمن تَجَمُّع بريكس brics، فلاشك أن هذه العضوية ستعود بالنفع والخير على الأعضاء الجُدُد، خاصة فى هذه المرحلة الحَرِجَة التى يمُرُّ بها العالم أجمع من تحديات اقتصادية عصيبة، وتحديدا فيما يتعلّق بمصرِنا الحبيبة، فإن العضوية ستعود على مصر بالعديد من المنافع والفوائد، أهمَّها: التَخَفُّف من هيمنة وضغط الاعتماد على الدولار- الذى تحوَّل إلى تَكِأَةٍ لكلِّ من أراد التلاعب فى الأسعار- وفَتْح منافذ تمويلية وأسواق جديدة تُتيح فُرَصًا واسعة للاستثمار والتنمية، خاصة وأن الموقع الجغرافى المتميّز لمصر سيجعل منها “مَعْبَرًا ومَمَرًّا” لمُعظم العمليات التجارية فيما بين أعضاء هذا التجمُّع.
فضلا عن كون هذه العضوية تُعزِّز من مكانة وقوّة الاقتصاد المصرى، وتُعَدُّ شهادة دولية جديدة تُضاف للاقتصاد المصرى تُتيح له مزيدًا من الفُرص التصديرية والاستيرادية.
لكن، النقطة الأهم، والتى يجب على مصر الانتباه إليها، هى تقوية البِنْيَة الإنتاجيّة فى مختلف المجالات الحياتيّة، بحيث يصبح المُنْتَجُ المصرى قادرا على تلبية الاحتياجات الداخلية أولا، ثم القُدرة التنافسيّة والتصديريّة فى الأسواق العالميّة، أو على الأقلِّ فى أسواق تجمُّع الـ brics وإلا تحوَّلنا إلى مجرّد سوق استهلاكية لمُنتجات باقى الأعضاء ولم نستفد شيئا من هذا التجمُّع سوى مزيدًا من الاقتراض والاستهلاك! وهذا هو “بيت القصيد” أولا وأخيرا.
فالعمل والإنتاج بجودة وإتقان، هو السبيل نحو الصمود والتحدّى وإثبات الذات فى أى تجمّع، اقتصاديا كان أو اجتماعيا أو حتّى عسكريا، فالقوّة الاقتصادية اليوم هى التى تُقاس بها الدول، والتجارب أمامنا أكثر من أن تُحصَى، سواء فى التاريخ الماضى والحاضر والمُعَاش حاليا.
والفُرصة أمامنا واسعة ومتاحة للدخول بقوّة، خاصة وأن الله تعالى مَنَّ علينا بالعديد من المِنَح والهِبَات والنِعم، الطبيعية والبشرية، والإنجازات التى تحقّقت على أرض المحروسة فى الفترة الأخيرة فى مختلف مجالات الحياة، خاصة البِنْيَة التحتيّة التى شهدت طفرة بل قفزة كبيرة جدا تجعلها قادرة- بإذن الله- على الانطلاق والمنافسة.
إذن، الكُرَةُ فى مَلْعَبِنا نحن كمصريين، فإمّا أن نجعل من أنْفُسِنا أُمَّةً قويّة لها مكانتها ومَنْزِلَتها، أو العكس- والعياذ بالله- وهى مؤَهَّلَة لذلك ولَدَيْها كلّ الإمكانات التى تُعينُها وتجعلها فى مصاف الدول الكبرى، بل ربما تكون صاحبة تجمُّع جديد تقوده بنفسها، فى أى من المجالات الحيوية، كما كانت فى عهد الأجداد والعظماء.
وما ينتظر هذا التجمع من توسعات وتفاهمات فى العديد من المجالات الحياتية، وعلى رأسها السياسية والعسكرية، بجانب الاقتصادية، يرشح مصر لتتبوأ مكانتها الطبيعية ودورها الحقيقي داخل brics.
وما تحقّق فى السنوات الأخيرة، يُنْبِئ بمستقبلٍ زَاهِرٍ- إن شاء الله- فالإنجازات التى تجسَّدت على أرض الواقع، وفى فترة وجيزة لا تتعدّى العِقْدَ من الزمان، أكّدت بما لا يدع مجالا لأىّ شكٍّ، أن المصرى قادرٌ على تحقيق المُستحيل إذا أُتيحت له الفُرصة وآمن بقُدْرَاتِه ومَلَكَاتِه التى مَنَحَهُ اللهُ إيَّاها، وهذا ما يجعلنا مؤمنين بأن مصر دائما وأبدا تحيا بأبنائها.