في بادرة طيبة تشير إلى التأثير الكبير للغضبة الإسلامية الشديدة في أنحاء العالم نتيجة لجرائم إهانة وحرق المصحف الشريف في السويد والدنمارك؛ عرضت الحكومة الدنماركية مشروع قانون يحظر حرق المصحف بعد الاضطرابات التي سجلت في دول إسلامية عدة بسبب تدنيس نسخ عن القرآن في الدنمارك.
وسيحظر القانون التعامل بطريقة غير مناسبة مع الرموز التي تكتسي أهمية دينية كبيرة لدى ديانة ما، وحظر عمليات حرق هذه الرموز وتدنيسها في أماكن عامة.
ولأول مرة في تاريخ الدنمارك وصف وزير العدل الدانماركي حرق نسخ من المصحف بأنه ينم في الأساس عن الازدراء وعدم التعاطف، ويسيء إلى الدنمارك ويضر بمصالحها.
وتعد هذه الخطوة بداية لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الغرب تجاه المقدسات الإسلامية، واحترام الكتب السماوية، ولكنها يجب أن تنفذ على أرض الواقع من خلال منع ومحاسبة كل من تسول له نفسه للإقدام على إهانة أو حرق المصحف الشريف، أو التعرض للرموز الدينية الإسلامية.
وحذرنا من قبل من ردة فعل هذه الإساءة والكراهية والعنصرية للدين الإسلامي ورموزه، ولكن الغرب كان دائماً ومازال يتزرع بالدفاع عن هذه الجرائم بأنها حرية رأي.
وقلت مراراً أن تكرار جرائم الاعتداء على المصحف الشريف وحرقه في أوروبا؛ سوف يؤدي إلى الكراهية بين الشعوب وخاصة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وقد ينذر ذلك بوقوع الكثير من الصدمات والصراعات بين أتباع الديانات السماوية.
يجب أن يعترف الغرب بسماحة الإسلام الذي ينشر السلام والأمن، ويحرم التعدي على الآخرين، حيث قال الله تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، فالنفس الإنسانية محرمة في الإسلام، ومن استباح دم نفس بدون وجه حق فكأنما قتل الناس جميعاً.
كما يجب أن يعترف الغرب بأن التعايش السلمي بين البشرية جمعاء، نادت به كل الديانات السماوية تحت شعار الأخوة الإنسانية، كما قال تعالى في كتابه العزيز: “يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
ونحن في انتظار تطبيق القانون الجديد في الدنمارك الذي يقف في وجه جرائم ازدراء الأديان، بحيث ينفذ وبشدة، ونرجو أن يتخذ هذا المسلك الدول الغربية الأخرى وخاصة السويد التي تكرر فيها جرائم حرق القرآن أكثر من مرة، حتى نقضي على جرائم العنصرية والكراهية والتمييز ضد المسلمين في المعاملة في الغرب.
وحتى يعيش العالم في أمن وأمان وسلام، امتثالاً لقول الله تعالى: “لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، والنبي صلى الله عليه وسلم وجه الخطاب للناس قائلاً: “يا أيها الناس أفشوا السلام”.