لم أستطع أن أكتم صوتي فقد كتمته كثيرا، أغلقت فمي حتي لا ينطق لساني، فغلبت الكلمات جفوني وتقطرت من مقلتي، لم استطع منذ سنوات وسنوات أن افك القيود التي تدمي قلبي، ولكن الآن استطاع القلب بقوة صخبه أن يكسر الأغلال ليدفع الدم للساني كي يتكلم، اختبرت مشاعري فرأيتها تفيض حزنا وألما، حاولت أن اقنع نفسي أن تهدأ لكنها أصرَّت علي أن الهدوء إهانة، حاولت إقناع نفسي ما يؤلمني من أمراض السكر الذي ينهش في جسدي، والشريان يكتم أنفاسي، الفقرات التي أوهنت من أجلها العظام دون جدوي تحرك اللسان وفاض الدمع وغلبني حزنا علي أبناء غزة، حزنا علي مواقف العدو والصديق من المجزرة البشرية في غزة! في ظل عالم يدّعي التحضّر والرقي! لم اتكلم فقط بل اهتف هتافات واصرخ بدفع من مضخات قلبي، اهتف واقول: العزَّة لغزَّة، والخزي والعار والدمار للصهاينة الكفرة الفجرة. اهتف وأصرخ: لا يستبعد من قتلة أنبياء الله أن يقتلوا الاطفال الرضّع والأمهات المسالمات، أن تنزل محارقهم ليفصل الموت بين الرضيع وثدي أمّه، غير مستبعد أن أبناء القردة والخنازير أن يلقوا ٤٠٠٠ طن من المتفجرات علي الآمنين من الشيوخ والأطفال والنساء حسب آخر إحصائية، الجمعة الماضية .
ليس من المستبعد أن يتخلي الغرب وامريكا عن ضلالهم ويعلنون أن هذه الحرب هي حرب دينية وهم الذين صدعونا علي إخراج الدين من الحياة .
غير المستغرب أن يقف الصديق ابن ديني ليضرب بتعاليم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عرض الحائط تخلوا عن توصيفه لأمته كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا. تخلو ا عن تعاليمه (من فرّج كُربة عن أخيه فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) تخلوا عما جاء به كتاب الله (قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم) شكّكوا في قوله تعالي (وما النصر إلا من عند الله)!
ولكن ما ظهر جليا لمن انخدع بالغرب والكثير من العالم العربي فقد أظهروا ما تكنّه قلوبهم من عداء للإسلام والمسلمين والحقد الصليبي داخل قلوبهم. ظهر أئمة النفاق في عالمنا العربي. حيث ابتهج المنافقون وارتووا كأس النشوة المملوء بدماء الاطفال والنساء .
والان استطيع أن احيى الازهر الشريف الوحيد الذي نطق بكلمة العزة ..وأظهر الموقف الذي دعا إليه القرآن ورسول الاسلام للحفاظ بعزة عمر وعلي وصلاح الدين وابن قلاوون وغيرهم ممن طرحوا عباءة العزة علي القوم المؤمنين.
كما أحيي القرار العربي لعملي الوحيد الذي قامت به مصر السبت الماضي بمنع خروج أي أجنبي من غزة غير عبر معبر رفح إلا بعد دخول المساعدات لأهل غزة.