لا يخفى علينا جميعاً أن المجتمع المصرى يتعرض للعديد من الفتن والمؤامرات التى تحاك ضده والتى تستهدف فى المقام الأول زعزعة أفكاره وضرب منظومة القيم فى مقتل، فى الوقت الذى نحن فى أشد الحاجة إلى أن نتحلى بالأخلاق والقيم والمثل النبيلة التى أمرنا بها الدين الحنيف.
لذلك أصبح لزاماً علينا أن يقوم كل منا بدوره فى نشر الوعى ودحض الأفكار الشاذة حتى لا يقع كثير من العوام فريسة سهلة للمرجفين الذين يوظفون ساحات الفضاء لنشر الشائعات وبث روح الفرقة والتشكيك الدائم فى كل شيء، وهذا ما يدعونا إليه دائما السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي- فى العديد من اللقاءات وهو خلق حالة من الوعى والإدراك بالشأن العام باعتباره ضرورة حتمية بحيث يتكاتف الجميع وبشكل مكثف للوصول إلى العامة بالنصح والإرشاد والرد على المروجين للأباطيل، وخلق حالة من عدم الاستقرار الفكرى وإلباس الباطل ثوب الحق.. ولتحقيق ذلك يجب أن تتكاتف جميع المؤسسات المعنية والدعوية منها للسعى قدماً لصياغة مفاهيم ورؤى متحضرة لدى العوام عن الفهم السييء للأوضاع الراهنة وواجب الجميع تجاهها، وبيان حجم التحديات التى تواجهنا والتى تستوجب تعاوناً بين الجميع وتبصير الناس حتى نضع لهم مناعة فكرية وحتى لا يكونوا صيداً سهلاً لمروجى الأكاذيب والاشاعات المضللة.
والانسان منا حين يشعر بالمسئولية الملقاة على كاهله ينساق إلى العمل الجاد بدافع من إيمانه ووازع من ضميره ويحرص دائما على أداء واجبه فى أتم صورة بعيداً عن الأكاذيب التى تنشر هنا أو هناك مؤمنا أن الله يعلم ما نخفى وما نعلن وانه يؤتى كل ذى فضل فضله ولا يضيع أجر من أحسن عملا.
والله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى تربية النفس على أساس الشعور بالمسئولية والبعد عن الأكاذيب فقال تعالي: «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون».. والنبي- صلى الله عليه وسلم- يصف الذين يشعرون بالمسئولية بأنهم فى الذروة العليا من بعد النظر وحسن الإدراك، ويصف الغوغائيين المتهاونين بأنهم فى أحط درجات الغفلة وسوء التقدير.
وقد أحس السلف الصالح بخطر المسئولية، فاندفعوا إلى أداء واجبهم بكل ما أوتوا من قوة غير محتاجين إلى أحد يدعوهم ويراقبهم فكفى بالإيمان داعياً وبالله رقيبا.
فما أحوجنا اليوم قبل الغد إلى الاقتداء بهذه المثل العليا والقيم النبيلة فى الاحساس بالواجب وتقدير المسئولية كل فى موقعه وحسب قدرته.. وما أحوجنا إلى الإيمان الذى يملأ قلوبنا فنندفع به إلى مواصلة السعى ومضاعفة الجهد واتقان العمل.. وما أحوجنا إلى ذلك كله لنستعيد أمجادنا ونستكمل أسباب نهضتنا ونكون يداً واحدة خلف قائدنا، لا ننصاع لاشاعة من هنا أو أكاذيب من هناك حتى ننهض بأمتنا ودولتنا والوصول بها إلى بر الأمان.
وختاماً :
قال تعالي: «وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ».. صدق الله العظيم الأحقاف 91 (