مصر منذ مهد التاريخ نالت شهرة واسعة فى الآفاق بأزهرها وعلماءها الذين كانوا يختلفون ولا يتناحرون والأدلة يتبارون دون أن يختصمون ولعل السمة المميزة للمنهج الأزهرى أن يقبل أصحابه الرأى والراى الآخر ولذا ساد المنهج وعلا شأن رواده وأتباعه.
وقد أدرك الأزاهرة أنه لكل جواد كبوة ولكل عالم ذلة وأنه كل منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا الهادى المعصوم عليه الصلاة والسلام ولذا قبلوا الاختلاف لأنها سنة الله فى خلقه وصدق الله إذ يقول ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم.
وقد هيأ الله لهذه الأمة علماء أفذاذا يقومون المعوج ويفندون رأيه بالدليل وينشرون بين أتباع المنهج أن مثل هذا الرأى يحفظ ولا يقاس عليه فحذروا منه وفى نفس الوقت علموا الأتباع الأمانة العلمية فى حفظ الأراء حتى ولو كانت مخالفة للمنهج والعمدة فى هذا عندهم حفظ القرآن بين دفتيه لادعاء فرعون الألوهية دون سبه أو حتى مجرد الرد عليه كما جاء فى قوله فقال أنا ربكم الأعلى.
وقد هيأ الله للإسلام ولمصر والأزهر أمرا عجيبا تراه كلما أفل نجم عالم بين الحين والآخر ينجم عالم آخر في هذه الأمة يكون له الأثر البالغ والعميق بما يملكه من قدرات خاصة وذكاء ألمعى وجهد متواصل وتوفيق من الله تعالى فيؤرخ لمسيرة هذه الأمة ويجدد فى فكرها مما يساعد على إحياء المنهج الأزهرى من جديد ويبث أراءه الحافلة بالصواب والخير والصلاح داعيا إلى نبذ الشر وعقد صلح دائم مع الجانب الخير والسلوك الإيجابي والتجسيد الحى الشخصية المسلمة فى كل أبعادها وآمادها وما علماؤنا منا ببيعيد.