سطرت المقاومة الفلسطينية اروع ملحمة في التاريخ الحديث رغم أن المعركة مازالت تدور رحاها. أبدت بطولة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقطز وبيبرس وقلاوون وسليم الاول وسليمان وغيرهم من شموس التاريخ الإنساني. ويكفي حتي كتابة هذه السطور لم يستطع العدو المسنود بمخازن السلاح الأمريكي والغربي أن يتقدم الي غزة الا بضع مترات يتقدم فيها ثم يتقهقر خوفا وجبنا من رجال المقاومة، فضلا عن نحر احدث دباباته أمام الاسود والتي كان مجرد ذكرها يرعب المرجفون. أما آلاف الأطفال الذين استشهدوا بيد الغدر والخسة فهذا ما هو إلا جبن وحقارة ووساخة من العدو الصهيوني الذي يبكي جنوده أمام رجال المقاومة وعند المدنيين يظهرون حقدهم البغيض!
أثبتت المقاومة حقيقة هذا العدو ..أثبتت أنه لا يتحمل غلوة في أيدي مقاومة محاصرة منذ سنوات . وهنا يتأكد لنا أن قوة العدو يصنعها جبن وخوف الطرف الآخر .. تعود بي الذاكرة الي ايام سوداء عاشها العالم الإسلامي عندما دخل التتار بلاد المسلمين ..دخلوا بفزاعة همجيتهم وقوتهم الباطشة وخوف بلدان إسلامية من بطشهم ووصل الخوف أن الجندي التتاري كان يصف العدد الكبير من المسلمين ورؤسهم علي الأرض ويقول لهم لا تتحركوا حتي اذهب وأحضر سيفا لأحصد رقابكم! وبالفعل يذهب ويأتي والرؤوس مصفوفة كما وضعها لم يتحرك أحد . وبعد ذلك ظهر البطل قطز ولم يكن في حال يساعده علي القتال اقتصاديا وسياسيا، انتصر عليهم في عين جالوت . ولما وصل الخبر لأهل الشام أن قطز سيرسل لهم مددا لمقاتلة التتار . هب أهل الشام قبل أن يصلهم المدد وانقضوا علي جيوش التتار واثخنوا فيهم القتل وفروا مدحورين . فقوة التتار الخارقة ما صنعها إلا جبن وخنوع بعض البلدان . فضلا عن جنوح الخليفة العباسي الي اللهو والمجون وجمع الذهب.
واذكر الكلمة التي قالها هولاكو للخليفة حينما وجد نهرا في قصر الخليفة مملوءا بالذهب (لو انفقت علي جيشك هذه الأموال ما استطعت أن أتقدم نحو بلادك)، ومع ذلك فقطز لم يكن يملك المال لتجهيز جيشه إلا أنه قتل رسل هولاكو ودخل الحرب متسلحا بالإيمان بقوة الله ووقوف الشعب الاعزل خلفه .
واتضح أن قوة التتار لم تكن حقيقة بل صنعها جبن وخوف المسلمين . وهكذا تتجلى هذه الحقيقة الان، اتضح أن القوة المفرطة الغاشمة الصهيونية ما هي إلا وهم صنعه العرب!