حوار محمد الساعاتى
يعد القارئ الشاب الشيخ أحمد رمضان سلامة ابن سندوب مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية من القراء القليلين الذين ورثوا القرآن أبا عن جد. حتى أصبح قارئا ومعلما للقرآن الكريم مصداقا لنبوءة وأمنية والده الذى كان قد وهبه للقرآن الكريم منذ الصغر، مما جعله يكون خير سفير للقرآن خارج الحدود المصرية..
“عقيدتى” التقطه للتعرف على رحلته مع القرآن الكريم(مرتلا مجودا وحفظا وأداء) فى الحوار التالى:
*: هل لنا أن نتعرف على رحلتكم المباركة مع القرآن الكريم؟
**: شرفنى ربى سبحانه وتعالى بأن تفتحت عيناى على النشأة القرآنية المباركة. حيث ولدت فى مناخ قرآنى مبدع. ولدت فى بلدتى سندوب بالمنصورة(الدقهلية) -بلد العلم والعلماء ومشاهير قراء القرآن الكريم والمنشدين والمبتهلين والمداحين أمثال مشايخنا: الشعراوى وجاد الحق ومحمد شبيب وسعيد الزناتى والزامل والشحات أنور وطوبار والنقشبندى وأحمد أبو زيد وأبو المعاطى والضيف والطنطاوى وغيرهم..
كان والدى يعمل موظفا بمديرية الشباب والرياضة باستاد المنصورة بالإضافة لكونه من حفظة القرآن أيضا.
*: لمن تدين بالفضل فى حفظك للقرآن وفى أى سن مارست التلاوة؟
**: ولأن والدى كان قد وهبنى للقرآن الكريم عند ولادتى. لذا فقد حرص جدى الشيخ أحمد سلامة الكبير. وكان من كبار مشاهير القراء ومن الزمن الجميل فى عهده. حرص على العناية الفائقة بى وخاصة بعدما سمعنى وأنا أدندن بآيات الذكر الحكيم. حيث كنت أحاكى مولانا الشيخ محمد أحمد شبيب والشيخ الشحات أنور. وبدأت الحفظ على يد والدى. ثم اصطحبنى إلى الشيخة أنعام بسندوب (مكفوفة البصر) لأكمل القرآن على يديها. وبعدما أتممت حفظ القرآن راجعته على يد جدى رحمه الله.
ثم ذهبت بعدها إلى الشيخة زاهية شركس بقرية بلجاى بالمنصورة -وكانت مكفوفة هى الأخرى- لأتلقى علم القراءات والأحكام على يديها. وتكرر المشهد كسابقه. حيث راجعت ما تعلمته من الشيخة زاهية على يد جدى.
الذى اصطحبنى معه فى الليالى والسهرات القرآنية. وأخذ يحفزنى ويشجعنى على المشاركة معه فى هذه الليالى. حتى دفع بى للقراءة فى إحدى الليالى بمدينة سندوب. فحملنى وأجلسنى على تخت التلاوة وأنا فى السادسة عشر. ووفقنى ربى فى التلاوة وتعاطفت معى الجماهير يومها. مما جعل الثقة تلازمنى بعدها. حتى ذاع صيتى بالقرى المجاورة وأصبحت الدعوات تنهال علىّ بعد ذلك.
*: هل ترى نفسك نتاجا طيبا وثمرة يانعة من “كتاب القرية”؟ وهل تنادى بعودة الكتاتيب إلى سابق عهدها؟
**: لك أن تعلم أنه ما من أحد تخرج فى الكتاتيب القرآنية إلا وأصبح بارعا ومتألقا فى مجاله وفى كل شئ. مثل القرآن والأحكام والفقه الإسلامى واللغة العربية وربما اللغات الأخرى. وإذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء لنقدم أمثلة لهذه النماذج المضيئة لطال بنا المقام من كثرة ذكر من أثروا الحياة العلمية والقرآنية من هؤلاء الأعلام.. من أجل ذلك أنادي بضرورة عودة الكتاتيب إلى كل بلدة وقرية ومدينة كسابق عهدها. وأرى أنه إذا ما عادت الكتاتيب لسابق عهدها. فسوف تعود لنا أمجاد الماضى. خدمة لديننا ووطننا العزيز الغالى (بلد الأزهر الشريف وهبة النيل)..
*: هل من ثمار جنيتها من تلاوتك للقرآن؟ وما هى أهم أدواتك نجاحك؟
**: لقد أكرمنى ربى بأعظم ثمرة. وتكمن فى أولادى الذين نهلوا من القرآن أيضا. عبد الرحمن الفرقة الثالثة بكلية طب بيطري جامعة المنصورة. والشيماء بالفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة المنصورة. ومعاذ بالصف الخامس الإبتدائى وهو حارس مرمى أشبال نادى المنصورة ومثله الأعلى محمد الشناوى. فهم والحمد لله يحفظون القرآن الكريم..
أدوات نجاحى كثيرة ومتعددة بفضل الله تعالى. أذكر منها حفظى للقرآن الكريم وإجادتى لتلاوته ترتيلا وتجويدا.
ومن أدوات نجاحى أيضا أننى قمت بتحفيظ وتعليم النشئ للقرآن الكريم بمنزلنا فى سندوب. واستمر ذلك لمدة ستة أعوام كاملة. وتم انضمامى لنقابة محفظى وقراء القرآن منذ ٢٣ عاما. واختبرنى يومها الشيخ أحمد أبو المعاطى نقيب قراء الدقهلية ودمياط والشيخ السيد سعيد. بحضور المشايخ: نشأت عبد السميع، ناصر الزيات، محمود صدقى.
*: حدثنا عن رحلة تمثيلك لدولة التلاوة المصرية بالخارج؟
**: بعدما أكرمنى ربى بتعليم النشئ القرآن الكريم لمدة ستة أعوام أكرمنى ربى بالسفر إلى الإمارات لإحياء ليالى شهر رمضان المعظم بمنطقة الخازنة وبالتحديد فى قصر الخازنة وكان عمرى ٢١عاما. عملت فى تلك الفترة قارئا وإماما يؤم المسلمين فى صلاة التراويح تاليا القرآن كاملا فى المحراب”القبلة”..
وأخيرا.. هل تكشف لنا سبب الخير الذى تعيش فيه. وما هى تفاصيل هديتك التى أعددتها لروح والديك وجدك؟
**: ما أنا فيه من خير وبركة فى العيش وقبول بين العباد. إنما يرجع فى الأساس إلى بركة القرآن الكريم. الذى لولاه ما وصلت إلى هذه المكانة التى أحمد الله عليها.
أقوم حاليا بتسجيل الختمة القرآنية المرتلة تمهيدا لأن أهديها كصدقة جارية إلى روح والدى ووالدتى وجدى ومشايخى وأساتذتى وإلى أمواتنا وأموات المسلمين. رحم الله على الجميع. اللهم آمين.