بصدور هذا العدد الذى بين يديك عزيزى القارئ الكريم تكون صحيفة «عقيدتى» قد أتمت عامها الحادى والثلاثين بالتمام والكمال من عمرها المديد بإذن الله لتبدأ عاما جديدا وهى تسير على العهد مدافعة عن الحق فى مواجهة زيف الباطل والضلال لا تحيد عنه مهما كلفها ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبدعم كامل وتوجيه مخلص من السيد المهندس عبدالصادق الشوربجى ــ رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وقيادات الهيئة الذين لا يألون جهدًا فى الدعم المتواصل لتؤدى هذه الصحيفة التنويرية دورها على أكمل وجه كما أراده الله لها منذ صدورها وحتى الآن.
فى الخامس من ديسمبر ٢٩٩١ صدر العدد الأول من «عقيدتى» وقت أن كانت سماء مصر الغالية ملبدة بغيوم الأفكار المستوردة والمتطرفة دينيًا، فانتشرت فى ذلك الوقت الأعمال الإرهابية على أشدها وحوادث الاغتيالات لبعض الوزراء والشخصيات العامة.
لذا لم يكن قرار الصدور لهذه الصحيفة التنويرية قرارا عبثيا وإنما جاء فى ظروف عصيبة كانت تعانى منها البلاد من شرقها إلى غربها.. وهذا يؤكد الدور الكبير الذى صدرت من أجله كإحدى آليات الإعلام الرسمى الإيجابى الذى ساهم ويسهم فى إبراز الصورة الصحيحة والسمحة للإسلام الوسطى ويحارب التطرف فى كل مكان على أرض مصر المحروسة فتحملت »عقيدتى« منذ صدورها عبء نشر الفكر الصحيح ومحاربة التطرف من خلال كوكبة من علماء الأزهر والأوقاف وعدد من الصحفيين الشبان الذين حملوا على عاتقهم رسالة التنوير الحقيقى متخذين فى سبيل ذلك عددًا من الوسائل المختلفة لنشر رسالتهم التنويرية وتوصيلها إلى كل مكان فى مصر، فالتحمت «عقيدتى» من خلال علمائها ومحرريها بالشباب فى كل مكان فكانوا ومازالوا هدفها الأول فى المساجد والمدارس والقرى والنجوع والكنائس لتوصيل الرسالة الهادفة وبيان صحيح الدين ومحاربة التطرف والأفكار الضالة التى انتشرت فى ذلك الوقت خاصة بين شباب الجامعات.
لم يكن طريقنا مفروشا بالورود، ولم يكن نجاحها واستمرارها من السهولة بمكان ولم يكن لتأثيرها فى المجتمع من السهل وهى تؤدى دورها بكل قوة.. فلم يكن طريقها مفروشا بالورود ولكنها تعرضت للعديد من العقبات والأشواك التى اعترضت طريقها ولكنها تغلبت على كل ذلك بالإصرار والجد والمثابرة وهى تدافع عن رسالتها شامخة من أجل رسالتها التى صدرت من أجلها فكان النجاح والتوفيق حليفها بفضل الله تعالى.
واجهت «عقيدتى» فى سبيل استمراريتها العديد من المعارك والجولات الطويلة وخرجت منها أكثر صلابة وقوة.. دحضت أباطيل التطرف ودخلت أوكار الإرهابيين تناقشهم وتفضح أفكارهم، طافت قوافلها الدينية كل أرجاء مصر تضم خيرة علماء الأزهر فى ندوات مشتركة بين الأزهر والأوقاف والشباب والرياضة وكانت ومازالت لها جماهيريتها الواسعة فمنيت بصدى كبير فى الرد على الأباطيل وتصحيح المفاهيم.
تعرضت «عقيدتى» خلال فترة حكم الإخوان للعديد من المضايقات والإملاءات لكنها رفضت ذلك رفضا قاطعا وأصر محرروها وقيادتها على ألا ننجرف وراء هذا التيار الذى كان هدفه الأول جر مصر إلى الخراب والدمار.
وها هى الآن وقد أكملت عامها الحادى والثلاثين وهى فتية قوية لا تخشى فى الله لومة لائم هدفها التبصير والتنوير، مواصلة لرسالتها على أكمل وجه إرضاء لله تعالى فى المقام الأول، مواجهة نيران التطرف والإرهاب متسلحة بالحكمة والموعظة الحسنة.
وها نحن وبدعم كامل من الهيئة الوطنية للصحافة وبتعاون مثمر مع المؤسسة الدينية الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء تواصل »عقيدتى« أداء رسالتها فى الجمهورية الجديدة وهى تبدأ عاما جديدا من عمرها المديد بالتصدى لكل حملات الهدم التى يتخذها أعداء الوطن تحت مسميات براقة معاهدين الله تعالى وجماهير القراء التى تنتظر الصحيفة صباح كل ثلاثاء وهى تمثل لنا كلمة السر فى مسيرة النجاح الذى حققناه على مدى ١٣ عاما، ونحن ماضون فى طريقنا الذى رسمه الله لنا متسلحين بكتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ نواجه الفساد ونحارب الإرهاب شعارنا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة