مفردات اللغة التي عودنا ألسنتنا النطق بها تتضاءل كثيرا عن التعامل مع أحداث غزة العزة. مفردات لغوية مائعة تحمل من الهيافة أكثر مما تحمله من الخشونة. تحمل من الأنوثة أكثر مما تحمله من الرجولة. طبعنا ألسنتنا علي مفردات هابطة تصور لنا حياة بلا عزة ولا كرامة ولا رجولة وشهامة. مفردات عودنا عليها المستعمر الغربي والأمريكي. عودنا عليها عدو الله وعدو دين محمد حتي ينطفئ نور الله في أرض الاسلام.
والمتابع لتغطية وتحليل أحداث غزة يتأكد له أن لغة الأدباء والصحفيين ومدعي الثقافة لغتهم عقيمة لا تعبر عن عظمة الأحداث .لا تفي بحق الحدث بل لا تستطيع لغة هؤلاء أن تستخرج المشاعر الصادقة من قلوب المتابعين !
الإعلام العربي الخائف الخانع الذي لوّس الأسماع والابصار ..الذي عوّد المسلمين علي أفلام ومسلسلات واغاني العهر والخيانة الزوجية والمخثين ونشر ثقافة زنا المحارم .هذا الإعلام لا يستطيع عجزا عن أن يصف ويوصف الحالة في أحداث غزة!
يعني في الوقت الذي تباد الاطفال في غزة .تخرج واحدة خايبة من رموز المجتمع العربي . لتنعق بأغنية (في ثلاث ساعات . تشوقه وتدلعه وتعامله ..!) هل هذه اللغة ومفرداتها وايحاءاتها تستطيع التشرف بالتعبير عن العزة؟! الجيل الذي امتلك مفردات العزة والقوة في اللغة ونحن بقاياه ..جيل كنا نطرب بسماع السيدة أم كلثوم وهي تزرع فينا لغة القوة .(وما نيل المطالب بالتمني ..ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) وهي تنقل لنا سيرة رسولنا الكريم (وعلمنا بناء المجد حتي أخذنا إمرة الأرض اغتصابا) وكل طبقات المجتمع العربي يحفظ عن ظهر قلب أنشودتها (اذا الايمان ضاع فلا امان.. ولا دنيا لمن لم يحيي دينا. ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء له قرينا. كانت لغتنا العاطفية هذه الرقائق :
والطير صادحـــة على افنـــــــانها
تبـــكى الربى بأنينها المتجــــــــدد
قد طال تسهيدى وطــــــال نشيدها
ومدامعى كالطل فى الغصن الندى
فالى متى صمتى كأنى زهـــرة
خرساء لم ترزق براعة منشد
لقد تعالت غزة بكل قيمها وتعليمها التي سيتعلم منها كل من ينشد الحرية والكرامة والعزة. وتهاونت رموز بكل فسادها وهوانها وظلمتها. ان غزة بصمودها أنجبت نظاما عالميا جديدا. تحكمه العزة والكرامة والعدل والقومية