د. علي مطاوع: اهتمام ديننا بالأسرة يبدأ قبل الزواج
د. محمدي صالح عطية: الرسول لن يتباهي بكثرة جاهلة
أدار الندوة: جمال سالم
تابعها: محمد الساعاتى
تصوير: أحمد ناجح
أكد العلماء المشاركون فى ندوة “الصحة الانجابية بين حق الوالدين وحقوق الطفل” التي نظمتها عقيدتي بالتعاون مع وزارة الأوقاف، د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد خلف العبور بمنطقة مصر الجديدة، أهمية تعريف الأجيال الجديدة بالضوابط الشرعية في تكوين الأسرة ورعايتها لتكون قوة مؤدية لمجتمع قوي يقودنا لأمة قوة وليس العكس.
أوضحوا أن أعداء الاسلام يخططون أن نكون “أمة غثاء السيل” التي لا قيمة لها وعالة على البشرية، ولهذا فواجبنا شرعا، الوعي بالصحة الانجابية وفق ضوابط الدين والعلم، حضر الندوة الشيخ عبدالله العسقلاني، مفتش المساجد بادارة أوقاف شرق مصر الجديدة.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتي، أن الإسلام يحرص أن يكون أتباعه أقوياء متسلحين بالعمل والعلم حتى يكونوا أعزاء كرماء، ولا يكونوا “غثاء السيل” حيث الكثرة الجاهلة المريضة، ولهذا حثنا ديننا الحنيف على الأخذ بأسباب القوة بكل ومنها قوة الثروة البشرية فقال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ” وقال صلى الله عليه وسلم: “… إنَّك أن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالةً- يعني: فقراء- يتكفَّفون الناس”.
الأقوياء الأعزاء
وأكد د. علي عبدالوهاب مطاوع، رئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر، أن الإسلام اهتم اهتمامًا كبيرًا بصحة الإنسانِ؛ لأنه يهدفُ أن يكون أتباعه أصحاء أقوياء؛ لأن الصحة والقوة والسلامة من الأمراض مناط التكليف، وبهما يكون خير الدنيا والآخرة إذا تم فهم وتطبيق تعاليم الدين لأن الله يريد للمسلمين أو يكونوا أقوياء أعزاء فهو سبحانه القائل: “…وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ” والقوة لا تأتي إلا بالوعي بأمور الدين من خلال معرفة الضوابط الشرعية في اختيار كل من الزوجين لشريك حياته على أساس تمسكه بالدين، ووعيه بامور الدنيا والواقع المعاصر فهذا كافيه الله تعالى ورسوله القائل: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ؛ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ”.
أوضح أن الإسلام اهتم بالجمع بين”العفو” الإلهي، و”العافية” الدنيوية سواء على مستوى الفرد والجماعة والمجتمع، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم الذي نصح به عمه العباس رضي الله عنه والأمة كلها، فقد روى الترمذي عن العباس بن عبدالمطلب قال: قلت: يا رسول الله؛ علمني شيئاً أسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية، فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله: سل الله العافية في الدنيا والآخرة”، وكان النبى يسأل الله دائما العافية، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي” يعني الخسف.
وأشار د. مطاوع أن الصحة الانجابية تعني معرفة ضوابط الشرع في تأسيس الأسرة والزواج وحقوق كل من الزوجين على الآخر، ومعرفة حقوق أطفالهما عليهما سواء أثناء الحمل والرضاعة والتنشئة الإسلامية بتعليمهم الفروض الدينية والحلال والحرام لأنهما مسئولان عن أطفالهما أمام الله حيث يقوم سبحانه: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ” وقول النبي: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” وإذا نظرنا إلى الصحة الانجابية بمعناها الطبي فقد أمرنا الإسلام بالتداوي والعلاج محافظة على صحة الزوجين وأطفالهما ليكونوا جميعا أصحاء أقوياء فقال النبي: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ» وحدد ضوابط هذا التداوي ألا يكون فيه ما يخالف الشرع أو يغضب الله فقال: «إن الله عز وجل أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام».
وحذر د. مطاوع من الفهم الخاطئ لمفهوم الكثرة في الإسلام وأنها بالكم فقط دون الكيف مما يجعلنا “أمة غثاء السيل” الذين يمثلون عالة على البشرية ولا يستطيعون انتاح مأكلهم ومشربهم وملبسهم وكل متطلبات الحياة الكريمة فقال رسول الله:” يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت” اليس هذا ما نراه الآن في أمة يزيد تعدادها عن ربع تعداد البشرية ومع هذا تُنتهك مقدساتها وتسفك دمائها وتحتل أرضها وتغتصب أعراضها، ولهذا ما أحوجنا إلى الفهم الصحيح للدين وأن ننظم النسل حتى نستطيع تربيتهم تربية وسوية بدلا أن نظل مجرمين ومتسولين، وما أعظم قول النبي: “استعيذوا بالله من جهد البلاء، ومن دَرَك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء”، ومن أنواع جهد البلاء كثرة العيال وعدم القدرة على الانفاق عليهم فيكونوا وبالا على أهلهم في الدنيا والآخرة بدلا من أن يكونوا قرة عين لهم، ألم يحذرنا رسول الله من ذلك بقوله: “كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت” وفي حديث آخر: “كفى بالمرء إثمًا أن يَحبس عمن يملك قوْته” يعني: أن يحبس القوت عمن استرعاه الله إياهم، كالولد والزوجة والخادم، وما إلى ذلك.
وأنهى د. مطاوع كلامه مؤكدا أهمية إعداد علماء يؤمنون بأنهم أصحاب رسالة يعايشون مشكلات مجتمعاتهم ويعملوا على توضيح موقف الإسلام من كل قضاياه لإصلاح الدنيا بالدين، وفي مقدمة من نريد إصلاحه الإسرة لأنها نواة المجتمع الذي هو مجموعة من الأسر وبقدر عافيتها وقوتها تكون عافية المجتمع وقوته، والأمة كلها ما هي إلا مجموعة من المجتمعات وبقدر قوتها وعافيتها تكون قوة الأمة وعافيتها، ومن سنن الله في خلقه وكونه أنه من ياخذ باسباب التقدم يتقدم ولو كان كافرا، ومن تركها يتخلف مهما كان دينه وتدينه لأنه سبحانه القائل: “إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم”.
الصحة الانجابية
وأكد د. محمدي صالح عطية، المدرس بكلية دار العلوم، جامعة المنيا، أن الأسرةُ نواةُ المجتمع؛ فهي الركيزة الأساسية في بناء مجتمع متماسكٍ مترابطٍ مَتِينٍ، والأسرة من المجتمع باختصار كالقلبِ من الجسد؛ إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدتْ فسد المجتمع، وجاء الإسلام والعلاقات الأسرية في فوضى واختلال ونزاع؛ فاهتمت الشريعةُ بالأسرة وبنائها بناءً سويًا، وأحاطها بسياجٍ كبير من التشريعات التي تضمن لها الاستقرار والنجاح، ويضمن سلامة المجتمع واستقراره، وعُني الإسلام بالأسرة عناية شديدةً تليق بمكانتها ودورها في بناء المجتمعات، وحثَّ على بنائها بناءً سويًا لا اعوجاج فيه بما يليق بمكانة الإنسان الذي كرمه الله تعالى على سائر المخلوقات، ومن أهمِّ مظاهر الاهتمام بالأسرة: الاهتمام بصحتها؛ إذ الصحةُ رأس مالِ الأسرة على الحقيقة، لذلك جعلها النبي من مقدمة النعيم في الدنيا: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًا فِي جِسْمِهِ عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا”، كما أخبرنا أنَّ الصحة من النعم التي تغيب عن أذهان كثيرٍ من الناس، وأنها نعمة ينخدع فيها كثيرٌ من الناس، إذ يضيعها أو لا يهتم بها؛ فقال:«نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ”.
وأوضح د. محمدي أن من أهم مجالات الصحة على مستوى الأسرة: الصحة الإنجابية التي تتضمن صحةَ الجسد والعقل والحياة الاجتماعية، وبعض الناس يظنُّ أن الصحة الإنجابية قاصرةُ على تنظيم النسل وهو من أهمِّ صور الصحة الإنجابية، أو الصحة الجنسية بصفةٍ عامة، إلا إنَّ الحقيقةَ أنَّ الصحة الإنجابية مصطلح شامل يعني البناء الكامل (بدنيًا، وعقليًا، واجتماعيًا) للأسرة، وعلى هذا فإنَّ الصحة الإنجابية ليست من الموضوعاتِ الفرعية التكميلية، بل هو من الضرورات في الإسلام التي دارت حولها شريعة الإسلام، وجاء اهتمام الشريعة بالصحة الإنجابية مبكرًا؛ فالصحة الإنجابية في الإسلام تبدأ بالـ«الباءة» التي هي أساسُ الزواج؛ إذ قال النبي:” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”. وبعض الناس يظنُّ أنَّ (الباءة) هي القدرةُ الجسمية، وهذا نراه كثيرًا في طائفةٍ كبيرةٍ من الناس؛ فيظن أنَّ الذكر بمجرد بلوغه يكون مؤهلاً للزواج، وهذا خطأٌ فادح؛ لأنَّ الباءة لا يُقصد بها ذلك على الإطلاق، وإن كان هذا هو المعنى المراد، لَمـَا قال النبي: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ»؛ إذ الصوم يقلل القدرةَ الجسمية كما هو معلوم، وكلمة (الباءة) تدل في اللغة على التمكن والتهيئة والكفاءة؛ تقول العرب: «باءةُ فلان: أي منزله ومسكنه»، و«يتبوأ: يتمكنُ»، و«بوَّأه منزلاً: أَيْ هَيَّأَهُ لَهُ»، و”وَبَاءَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: صَارَ كُفْئًا لَهُ”. والمعنى على هذا: أنَّ المراد بالباءة أن يكون الرجل مُهَيَّأً للزواج بكل صور التهيئة، كُفْئًا لزوجته، وهي له كفء.
أشار إلى أنه بعد أن يكون الزوج مُهيأً للزواج عليه أن يُحسن الاختيار؛ إذ جاء التوجيه والإرشاد في الشريعة إلى انتقاء عناصر الأسرة بعناية فائقة؛ حتى يكون هناك تلاؤم وتوافق وانسجام وألفة، وتراحم، الأمر الذي يقلل من دوافع الفشل لبناء الأسرة فقال رسول الله:” تخيَّروا لنُطَفِكم، فانكِحوا الأكفاءَ، وأنْكِحُوا إليهم” واعتبر أكثر الفقهاء الكفاءةً أصلاً في الزواج، واختلفوا في كيفية هذه الكفاءة، لكنهم اتفقوا أنَّ الكفاءة في أساسها الاستقامة والخلق على وجه الخصوص، والبقية على العموم، ولكي يضمن الإسلام عنصر الكفاءة والتوافق والانسجام بين الزوجية لبناء أسرة مستقرة؛ كفل حرية الاختيار للطرفيْن فقط؛ فمنع إكراه الفتيات على الزواج بمن لا يرغبن «لا تُنكح الأيِّمُ حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأن»؛ لذا ذهب الفقهاء إلى أنَّ موافقة الفتاة على الزوج من شروط صحة الزواج، فإن أُكرهت فالزواج لا يصح، فالاختيار أُولى مظاهر الصحة الإنجابية؛ إذ كلما كان الزواج بصحةٍ جيدة (عقليًا وبدنيًا ونفسيًا) كانت الأسرةُ سويةً.
ونبَّه د. محمدي إلى أن من صور الصحة الإنجابية في الإسلام، العناية والاهتمام بالأم الحامل وجنينها حيث جعلت الشريعةُ للزوجةِ حقوقًا إذا حملت؛ بأن يهتم الزوج بصحّتها، ويعطيها مزيدَ عناية واهتمام؛ حفاظًا على صحّتها وصحة الجنين “وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ” وفي لفظةٍ «وهن» قمة البلاغة (فالوهن: قلة الطاقة على تحمل الشئ)، وفي هذه الآيات لفتةٌ مهمة، ضرورة الاهتمام بحالة الأم النفسية، وما يخفف عنها عبء الحمل ومشقته:” وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ” وفصَّل العلماءُ الحديث عن الاهتمام بصحة الأم الحامل، وصحة جنينها؛ فلا يؤذيها حتى بالفظ الذي قد يؤلمها نفسيًا، ومراعاة تغييراتها المزاجية، والإسلام حرَّم الاعتداء على المرأة الحامل وتخويفها أو إرهابها، ومنعت الشريعة إقامة الحد إلى الأم الحامل؛ حفاظًا على حياة الجنين؛ فتؤجل العقوبة إلى وضعها، بل إلى فطامه
وأنهى د. محمدي كلامه مؤكدا أن من أهمِّ صور الصحة الإنجابية: أنَّ القلةَ السوية خيرٌ من الكثرة التي كالغثاء، فقال النبى: «تَناكحوا تَناسلوا أُباهي بكم الأممَ يومَ القيامةِ» وفي رواية: “تزوّجوا فإني مكاثرٌ بكم الأمم”. فالغرض الأساس من الإنجاب والكثرة أن تكون كثرة يتباهى بها النبي، وليستْ كثرةً كالغثاء؛ فالكثرةُ التي تورث الضعف أو التخلق أو الجهل إنما هي غثاءٌ لا تباهيَ به، ولا يعد كثرةً بل قلة؛ فالكثرة التي تضر ولا تنفع ليستْ كثرةً على الحقيقة، وليس منطقيًا أن يباهي النبي بكثرةٍ تضر ولا تنفع، إنما التباهي يكون بأسرةٍ مسلمة تكتنفها الأخلاق الحميدة، ويسودها المودة والرحمة.