اعتقد أن كلمة وقاحة قليلة جداً على ما ارتكبه الفريق المدافع عن الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية أثناء نظر القضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، عندما كذبت إسرائيل وادعت وزعمت أن مصر هي التي أغلقت معبر رفح البري وتعيق دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تدخل قطاع غزة.
بالطبع إسرائيل ارتكبت هذه الحماقة وادعت على مصر كذباً حتى تخرج من المأزق الكبير التي وضعت نفسها فيه، بعد أن شهد العالم كله الجرائم الوحشية التي ارتكبتها بحق المدنيين في غزة من حرب وحشية استمرت أكثر من 100 يوم قصف متواصل وتدمير للأبنية والمستشفيات والمدارس فوق رؤوس السكان والذين معظمهم من النساء والأطفال، فكانت حصيلة هذا الجرم أكثر من ٢٤ ألف شهيد، بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى والمصابين، وتدمير البنية التحتية.
والكل يعلم أن مصر فتحت معبر رفح منذ اليوم الأول للحرب على غزة، وأعلنت مصر عشرات المرات في تصريحات رسمية بدءا من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ووزارة الخارجية وكل الجهات المعنية، بأن معبر رفح من الجانب المصري مفتوح بلا انقطاع.
ومصر تتحمل أيضاً مسئولية دخول المساعدات يومياً من مصر ومن الدول العربية الشقيقية، بالرغم من تعنت الجانب الإسرائيلي في دخول المساعدات والإجراءات التعسفية والتشدد في التفتيش، ورفض دخول الوقود مما زاد من الوضع الكارثي الإنساني الذي يتعرض له سكان غزة المحاصرين، كما فتحت مصر أبوابها للأشقاء الفلسطينيين من الجرحى والمصابين للعلاج في المستشفيات المصرية التي أنشأتها في سيناء لهذا الغرض الإنساني.
تريد إسرائيل بكل وقاحة سفالة أن تورط مصر في هذه التهمة والقضية، خاصة بعد أن نجحت الدولة المصرية في التصدي بكل قوة للمخطط الصهيوني الملعون لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه المحتلة، وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، ولكن الحمد لله تقف مصر دائماً مع أشقائنا الفلسطينيين تدافع عن حقهم وقضيتهم العادلة، ومن أجل ذلك تحملت مصر الكثير ومازالت تتحمل انطلاقاً من الواجب العربي والإسلامي ووحدة الدم والأخوة.
العجيب أن إسرائيل تكذب نفسها أمام العالم، فكل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا في تصريحات علنية كثيرة منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة، خاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع.
إن ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وحرب وإبادة جماعية؛ تعد جرائم حرب ضد الإنسانية بحسب القانون الدولي والإنساني، ويجب أن تحاسب إسرائيل عن كل هذه الجرائم بما فيها احتلال أراضي الغير وبناء المستوطنات غير الشرعية واستهداف المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.
ونحن في انتظار ما ستنتج عنه هذه المحاكمة من قرارات، ونأمل أن تدين محكمة العدل الدولية إسرائيل، وأن تصدر أحكام مشددة ضد الكيان الصهيوني المحتل، وضد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.