يومان فقط، وتنطلق فعاليات معرض القاهرة الخامس والخمسين للكتاب الذي يُعد بحق من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 أُعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، يزور المعرض حوالي مليوني شخص سنوياً.
بدأ المعرض عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الدكتورة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام.
تنعقد هذه الدورة بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، ابتداء من الخميس القادم حتى يوم 6 فبراير 2024، تحت شعار «نصنع المعرفة نصون الكلمة»، وتحل عليها مملكة النرويج ضيف شرف، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، د. سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.
وظفت وزارة الثقافة التكنولوجيا في الحجز الإلكتروني لتذكرة المعرض وثمنها خمسة جنيهات فقط، كنوع من النظام ومنع التزاحم حتى يستمتع زوار المعرض بكل دقيقة فيه منذ وصولهم، مع توفير مواصلات ميسرة من كل الميادين الرئيسية.
أرى المعرض يعد فرصة ذهبية للمؤسسات الإسلامية لتقديم وجبة ثقافية دسمة من خلال تقديم كتب تراثية ومعاصرة وبأسعار مدعومة وخاصة في ظل الهجوم الشديد على الإسلام وأتباعه من أعداء الخارج والداخل، وأن يتم ترجمة الكتب الهامة لمختلف اللغات العالمية حتى لا نكون ممن يحدثون أنفسهم، وأن تهتم تلك المؤسسات الإسلامية بتوفيرها ونشرها الكترونيا وبث الندوات الفكرية وترجمتها حتى تعم الفائدة، أما إذا قصَّرت هذه المؤسسات الإسلامية فحساب القائمين عليها أمام الله عسير.
أقترح أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية في عقد لقاءات وندوات مشتركة ليؤكدوا عمليا سماحة مصر، أرض الأديان والتسامح، مثلما هو حادث في بيت العائلة المصرية.
لن أضيف جديدا إذا قلت أن الإسلام أكثرالأديان دعوة للقراءة حتى أن أول آيات نزلت من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم: “ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ. ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ. ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ. عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ”.
للأسف الاحصائيات المحبطة حول اهتمام العرب والمسلمين بقراءة الكتب مقارنة بغيرهم من الأمم المتقدمة رغم أوامر الله تعالى ورسوله بالقراءة وطلب حيث جعل الله العلماء أكثر الناس خشية له، ولم يطلب الرسول- وبالتبعية المسلمون- الاستزادة من شئ إلا العلم، ورحم الله أيام “سور الأزبكية” و”مكتبة الأسرة” حيث كون المثقفون منهما مكتبات قيمة بأرخص الأسعار.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”.