فطن أعداء الأمة الإسلامية إلى العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية والدين الإسلامي، فقاموا بمحاولات عدة لإضعاف هذه اللغة التى حملت هذا الدين لزعزعة العقيدة فى نفوس وعقول المسلمين.. وكانت إحدى هذه المحاولات ضرب اللغة العربية فى مقتل ومحاولة النيل منها باعتبارها لغة القرآن الكريم، وذلك بتهميش العربية والإصرار على تدريس مادة اللغة الأجنبية فى مناهج تعليم البلاد العربية من مرحلة الحضانة.
وفى دراسة أعدتها، د. أميمة جادو الباحثة بالمركز القومى للبحوث التربوية أشارت فيها إلى خطورة تعليم اللغة الأجنبية على اللغة العربية فى مرحلة الطفولة، وأن محتوى اللغة الأجنبية يؤثر على الإيديولوجيا العربية والإسلامية ويزرع فى الطالب الإنتماء إلى اللغة والثقافة الأجنبية بكل ما تحمله من معان وأفكار ومفاهيم لا ترتبط بالتراث الوطنى والتربية القومية.
لذلك أعجب مما قامت به وزارة التربية والتعليم هذا العام من تغيير على مناهج التعليم ما قبل الابتدائى والابتدائى بتدريس منهج اللغة الإنجليزية الأمر الذى يشكل خطورة كبيرة على انتماءات الطفل المصرى خاصة التعليم الإلزامى الحكومي.
والخطورة ليست فى تعلم لغة أجنبية، ولكن فى التداخل اللغوى وقد أثبتت الدراسات أن اللغة المتعلمة بجانب لغة الأم تؤثر سلباً عليها، وهذا نجده واضحاً فى بروز ظاهرة الخلط اللغوى فى المرحلة التمهيدية والابتدائية، فنجد الطفل يكتب الكلمات العربية من الجهة اليسرى من الورقة متنقلاً من اليسار إلى اليمين.
وفى نظرى أن التجربة التى بدأتها وزارة التربية والتعليم هذا العام تهدد كيان اللغة العربية وتعمل على تقليمها وتحجيمها تدريجياً، بل وتهميشها فتصبح «كالثوب المرقع » فالطفل يتكلم العربية ثم يدخل فى كلامه بعض الكلمات الأجنبية وهذا اعتداء صريح على الأصل العربى وعلى اللغة التى نعتز بفصاحة ألفاظها وبلاغة معانيها واتصافها بالبيان وسهولتها على اللسان وحلاوتها على الاسماع.
وعندما أخطأ أطفال المسلمين فى قواعد العربية تنبه سيدنا على رضى الله عنه وأمر العلماء بتأصيل اللغة وقواعدها الأطفال خشية استفحال عجمة اللسان، فشكلت مخرجات التعليم لديهم ثروات علمية وأصبحوا أصحاب حجة وبيان كالإمام الشافعى رضى الله عنه الذى نشأ بين القبائل العربية خمسة عشر عاماً فأصبح عمدة اللغة العربية وأمير الفقه.
وختاماً : قال تعالى:
«ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون . قرآناً عربياً غير ذى عوج لعلهم يتقون »
سورة الزمر آية 27 – 28 .