كتب- مصطفى ياسين:
يعيش مسجد “شباب أهل الجنة” حالة من الحراك الدعوى والتثقيفى بعقد العديد من مسابقات القرآن للسيدات والأطفال، جعلته “مصباحا مضيئا” فى التجمع الخامس.
تقول الداعية م. عبير أنور- المشرفة على النشاط بالمسجد-: تعتبر المسابقات جزءا لا يتجزَّأ من مشوار حفظ القرآن، فبالرغم من المداومة على المراجعة أسبوعيا، بحيث تأتي الحافظة بـ”ربع” ما تحفظ كل مرة، فتمر على قرآنها مرة خلال شهر أو شهرين على الأكثر إلا إنه لابد لها من وقفة سير من وقت لآخر، تعكف فيها الحافظة على مراجعة المحفوظ وتُختبر فيه مما يُحفِّزها على جِدِّيَّة المراجعة.
تضيف: ومع إن هذا اليوم يمثّل بعض الضغط على الدارسات، إلا أنها تشعر براحة كبيرة بعدها، وهِمَّة جديدة على زيادة كمّ الحفظ. ومع توالي المسابقات وتكرار المراجعة يتم تثبيت المحفوظ كما تعلّمنا من أساتذتنا: أن الحفظ الأول كخطّ بقلم رصاص كلما تكرّرت المراجعات ثقُل الخط حتى يصبح علامة غائرة في عقل وقلب “حاملة القرآن” وعندما يُتم الله عليها فضله بإتمام حفظ القرآن وتسميعه تكون قد جمعته فعلًا، فلا يكون حفظها كـ”شوال” مثقوب تملأه من ناحية فيتبعثر من أخرى! في امتحان القرآن لابد للممتحِنة أن تراعي توتّر الدارسة فتخفّف عنها بكلمات تستشعر بها فضل الله عليها أن جعلها من أهل القرآن “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ”.
التدرّج
تستطرد م. عبير: ثم تبدأ بأسئلة متدرجة من الأسهل للأصعب، فالغرض الأساسي الإعانة والتشجيع على الحفظ، وتعلن نتيجة المسابقة في الاسبوع التالي. والأمر نفسه يتم مع أحباب الله الحفظة من الأطفال وإن كانت مسابقة الأطفال شهرية لتكرار التشجيع والإثابة، فهم خيرة الأطفال، تركوا اللهو والمُشتِّتات وأتوا إلى المسجد يوم العطلة ليحفظوا القرآن ويستمعوا إلى قصة جديدة من القصص القرآني، فأولى بنا إشعارهم بالتميّز وتقديم شهادات التقدير والهدايا الرمزية، تكريمًا لهم وتشجيعا لهم على الاستمرار في الحفظ والارتباط بالمسجد والتعوّد على العودة إليه دائما علّه يكون ملجأهم دائما مهما تقدّم بهم العمر.
وعن رأي بعض الدارسات تقول سامية عسكر: المسابقة ممتازة تساعد على تثبيت الحفظ وتعطي ثقة أكتر في النفس لما يحس إنه فعلا قدر يثبت ما سبق حفظه، ويكفي أن يصبح كتاب الله هو الشاغل لنا طوال الوقت، أدام الله علينا نعمة القرآن ورزقنا حفظه والعمل به وجعله حجة لنا لا علينا.
أما وفاء جاويش، فتقول: المسابقات عظيمة الفائدة تؤكد على الحفظ بطريقة أقوى.
بينما ترى منى حسن، أن المسابقة مفيدة، قائلة: “لكن بالنسبة لي انا أتوتر جدا ويرتفع ضغطي لذلك لم استطع الدخول”.
ورأت دعاء جمال، أن المسابقات القرآنية من أفضل الوسائل لضبط الحفظ وإتقانه مستشهدة بقوله تعالى: “.. وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ” وهذا التنافس في أعظم الميادين القرآن الكريم فهو وسيلة للتقرب الى الله.
والحمد لله الذي اختص المتسابقات بهذا الفضل العظيم وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» فجزى الله عنا معلِّمتنا الفاضلة كل خير وجعله في ميزان حسناتها وزادها الله فضل ورفعة وكل المعلّمات.