كل عام والأمة الإسلامية بخير، مع اقتراب أعظم رحلة في تاريخ البشرية، وأكبر معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرى رحلة الإسراء والمعراج، عندما أسرى بالنبى الكريم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج به إلى السماوات السبع فما فوقها، حيث قال الله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”.
هذه الرحلة المعجزة التي عايش فيها أطهر خلق الله أسعد اللحظات إلى قلبه حينما تشرف بلقاء الله ووقف بين يديه يناجيه، حتى تصاغرت أمام عينيه كل الأهوال التي عايشها، وكل المصاعب التي مرت به.
فى هذه الرحلة العظيمة أوحى الله إلى عبده ونبيه ما أوحى، وكان مما أعطاه خواتيم سورة البقرة، وغفران كبائر الذنوب لأهل التوحيد الذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك، وفرض عليه- صلى الله عليه وسلم- وعلى أمته الصلوات الخمس.
وكانت هذه الرحلة العظيمة تثبيتا لقلب النبي وإعلامه بأن الله معه، وكأن الله تعالى يريد أن يسرِّى على قلب نبيّه الكريم، ويثبت له أن قدرة الله تعالى فوق أعدائه، وأنه إذ لم تتسع الأرض له فإن مكانه في السماء تكريماً وشرفاً لقدره.
احتفالنا بهذه الرحلة المباركة، يجب أن يكون بتذكر سيرة نبينا الكريم، والاقتداء بسنّته واتّباع ما جاء به والامتناع عما نهى عنه، وأن نتّعظ من المشاهد التى رأها النبي الكريم خلال رحلته المباركة.
ومعجزة الإسراء والمعراج من مُعجزات النبي المُتواترة، والثَّابتة بنص القرآن الكريم وأحاديث السُّنة النَّبوية المُطهّرة وبإجماع المسلمين من العلماء والفقهاء على مر العصور.
كما يجب علينا ونحن نحتفل بهذه الرحلة العظيمة؛ أن نبتعد عن الكذب والنفاق الرخيص والغيبة والنميمة والظلم وتجنب المحرمات، ونتقرّب إلى الله تعالى بالمواظبة على الصلاة التى فرضت فى هذه الرحلة حتى ينجينا الله مما نحن فيه من أزمات وصراعات.
ويجب أيضاً أن نحذر من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من جرائم إبادة جماعية، بالإضافة إلى الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والمستوطنون المتطرفون بحق المسجد الأقصى المبارك، وأعمال الحفر والتنقيب فى محيط المسجد الأقصى بحجة البحث عن هيكل سليمان المزعوم، وهم يخفون سرا نيتهم الخبيثة لهدم الأقصى.
ندعو الله تعالى بحق هذا الشهر الفضيل، أن ينتقم من الصهاينة الملاعين، الذين يرتكبون أحقر جريمة في العالم، جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني صاحب الأرض.