كتب- محمد الساعاتى:
كان الشيخ محمد متولى الشعراوى دائما ما يؤكد أن رحلة الإسراء والمعراج تُعد من المعجزات التي حدثت للنبي- صلى الله عليه وسلم- حيث أُسرى برسول الله بجسده على الصحيح، من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبا على البُرَاق، وفي صحبة الأمين جبريل عليه السلام، وصلَّى رسول الله هناك بالأنبياء إماما.
وفى تفسيره لأحداث الرحلة يؤكد الإمام أن -كل فعل يؤخذ بقوة فاعله- وهو ما يصوّر القدرة على الفعل، ونسب الإسراء لنفسه لا برسوله، فقال: “سبحان الذي أسرى بعبده” فالرسول كان محمولا على قوانين خالقه، ولا يصح الاعتراض على الفعل بحكم قانون البشر.
وضرب الشعراوي مثلا لتبسيط الفكرة فقال: إذا قلت: صعدت بابني الرضيع إلى قمة جبال هيمالايا، فليس ابني الذي صعد وإنما صعدت أنا به، بقوانيني أنا لا بقوانين ابني.
وإذا ما كان الحدث بقوّة الله فانسب الزمن لقوّة الذي فعله”. والمدة التي استغرقها النبي في تلك الرحلة ليلة كاملة، وليس أقل من ذلك،”إذا ما تكلم الرسول مع أحد أو رأى أشياء، فإن هذا الذي يستغرق زمنا، ولذلك استغرق الأمر ليلة كاملة. وأمكن إقامة الدليل المادي على الإسراء لمعرفة أمور عاينها الرسول بنفسه. سواء في مشاهدات المسجد الأقصى، أو الرحلة من المسجد الأقصى لمكة”.
أضاف: إن الذي خرق القوانين لرحلة الإسراء قادر على خرقها لأجل المعراج، وطالما أقام النبي الدليل على الإسراء، فهذه إشارة لحدوث المعراج، بطريقة يعرف طبيعتها الله تعالى.
وفي ليلة الإسراء والمعراج، تعرّف النبى على آداب استجابة الدعاء وتعريفها لغةً وشرعًا. كما تعرف على أفضل الأدعية. وكيف صعد الرسول للسماء؟ ورؤية الله تعالى وفرض الصلاة”.
وتحدث الشعراوي عن الملأ الأعلى والتقاء النبي بالملائكة والأنبياء، ولذلك قال الله: “لقد رأى من آيات ربّه الكبرى” وهي مختلفة عن “لنُرِيَه” في رحلة الإسراء، فكأن البشرية طرحت في الأرض مع رحلة الإسراء، وأخذت شيئا من صفات الملكية في رحلة المعراج.
وحول قول الله تعالى “لقد رأى من آيات ربّه الكبرى” قال الشعراوي: “إن الكبرى هنا ليست وصفا للآية، بقدر ما هي إيضاح لأنه رأى كبرى آيات ربّه. والآية تأتي بمعنى المعجزة”.
كما تحدث الشيخ الشعراوي عن تخفيف الصلاة من 50 إلى 5 لتكون هدية هذه الرحلة المباركة.
رحم الله الشيخ الشعراوى رحمة واسعة.