كتب – أحمد شعبان:
نظمت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة ندوة تحت عنوان “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، والذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وذلك بحضور ممثلين عن الجامعة العربية والأزهر الشريف والكنيسة المصرية والمجلس العالمي للتسامح، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وعدد من السفراء ومندوبي الدول العربية الدائمين لدى الجامعة العربية.
أدار الندوة حسن الشميلى المستشار الدبلوماسي بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية.
وفي كلمته أكد المستشار الدكتور عبد الله الحمادي رئيس قسم جامعة الدول العربية بسفارة دولة الإمارات لدى مصر أن اليوم الدولي للإخوة الإنسانية جاء تتويجًا لإعلان “وثيقة الأخوة الإنسانية”، والتي قام بتوقيعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ذلك الحدث الإنساني العالمي الذي شهدته مدينة أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019، مشيرا إلى أنها تمثّل تلك الوثيقة إعلانًا مشتركًا يدعو إلى تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين البشر، ونشر السلام بين الناس في العالم، اعترافًا بأن الجميع أفراد لأسرةٍ إنسانيةٍ واحدةٍ.
وقال الحمادي إن الاحتفال اليوم في بيت العرب “جامعة الدول العربية” بذكرى “اليوم الدولي للإخوة الإنسانية”، كونه يشكل يوما تاريخيا اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2020 قراراً بالإجماع أعلنت فيه يوم الرابع من فبراير من كل عام “يومًا دوليًّا للأخوة الإنسانية” ضمن مبادرة لكل من الإمارات ومصر.
وأضاف: إن اليوم الدولي للإخوة الإنسانية ومن قبله “وثيقة الأخوة الإنسانية” يمثلا صفحات ناصعة في سجل الجهود المتتابعة التي قامت وتقوم بها دولة الإمارات في المجال الإنساني، وتابع قائلا: “فهي بلد السلام والتسامح والتعايش، فقد تأسست على القيم الإنسانية السمحة، حتى أصبحت نموذجًا في التسامح والتعايش السلمي”.
ونوه الحمادي بأن دولة الإمارات تستضيف مقيمين من 200 جنسية يعيشون على أرضها وينعمون بالحياة الكريمة والاحترام المتبادل، في ظل قوانين تضمن للجميع المساواة والعدل، وتجرِّم التعصب والكراهية، ومنها قانون مكافحة التمييز والكراهية لعام 2015.
واشار الحمادي إلى ان دولة الإمارات لم تكتفِ بذلك بل قامت باستحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في الدولة في فبراير2016، وقد أعيدت تسمية الوزارة بوزارة التسامح والتعايش، في يوليو 2020، ومنذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971، وهي تقوم ببناء علاقات وثيقة مع دول العالم كافة، في إطار من القيم الإنسانية المشتركة والاحترام المتبادل، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل.
ولفت الحمادي إلى ان دولة الإمارات تعمل على حل المشكلات واحتواء الأزمات التي تنشب فيدول المنطقة والعالم، إيماناً منها بأهمية حفظ السلام والاستقرار، وحماية السكان المدنيين، وبناء المجتمعات ورخائها، وذلك في ظل نهج ثابت ومشهود لها تجاه مختلف القضايا والإقليمية والدولية.
وشدد على ان الجهود الدولية للإمارات في نشر التسامح تتمثل في عدد من المبادرات، منها “منتدى الجهود الدولية للتسامح السنوي”، والذي يسعى لوضع استراتيجية دولية لتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتعاون الدولي والتسامح على الصعيد العالمي، مع نبذ العنف والتطرف والكراهية، وعلى المستوى المحلي تقوم الإمارات بتعزيز قيم التسامح من خلال العديد من المبادرات، ومنها “الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح”.
وبدورها وجهت مها جاد وزير مفوض مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية الشكر لدولة الامارات الحاضنة للتسامح والتعايش والسلام والتي تعمل دائما على نشر قيم ومبادئ التسامح وثقافة السلام، مثمنة تنظيم دولة الامارات لهذه الاحتفالية بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
وأشارت جاد الى أن هذا الاحتفال يأتي في إطار تنفيذ مبادرات المجلس العالمي للتسامح والسلام حول رفع الوعي بقيم ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، مثمنة جهود المجلس في نشر قيم التسامح وثقافة السلام.
من جانبها قالت رحاب علي المنصوري مستشار الأمين العام للجنة العليا للإخوة الانسانية، إن الاحتفال باليوم العالمي للإخوة الانسانية يأتي بغرض لفت الانتباه العام للناس وتوعيتهم بقيمه النبيلة وهي الاخوة الإنسانية، مؤكدة اهمية الالتزام بمعاني التسامح وقبول الاخر والتعايش في وئام.
من جانبه، قال الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر إن الأديان السماوية تنبع من مشكاة واحدة، وتستقي من معين واحد، هو معين الوحي الإلهي، ولذا اجتمعت كلها من أجل رفعة الإنسان والسمو بأخلاقه وسلوكه واتفقت كلها على المعاني الإنسانية النبيلة مثل الرحمة والعدل والصدق والتسامح والتكافل والحرية واحترام الآخر والرفق بالصغير وتوقير الكبير، مؤكدا أن هذه القيم الإنسانية محمودة في كل دين، لأنها تتفق مع الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها.
وأضاف أن وثيقة الأخوة الإنسانية بمثابة دستور للمبادئ النبيلة والأخلاق السامية في هذا العصر الذي لوثت خريطته بكثير من شلالات الدماء والحروب والصراعات وعدوانية القوي المتغطرس على الضعيف، مشيرا إلى أن الأديان السماوية تدعو كلها إلى الرحمة والتسامح والعفو إذ قال جل وعلا (فاعف عنهم واصفح).
وبدوره ثمن القس الراهب بولس مينا ممثل الكنيسة المصرية إقامة هذه الاحتفالية لنشر ثقافة التسامح والتعايش والمواطنة الذي يوافق اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، موجها الشكر لدولة الإمارات على مبادرتها البناءة ومعها مصر والسعودية والبحرين منشدين فيها التسامح والعيش المشترك، مشيرا إلى أن هذه المبادرة اكدت على المساهمات القيمة للشعوب من جميع اتباع الأديان والمعتقدات الإنسانية.