الاحتكار هو: تخزين السلع والبضائع الخاصة بأقوات الناس حتى تنفد من السوق ويرتفع سعرها ، ثم يبيعها بأضعاف أضعاف سعرها الأول، وهذا حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يحتكر إلا خاطئ) أي عاصي آثم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «منِ احْتَكَرَ حِكْرَةً يُريدُ أن يُغْلِيَ بها علىٰ المسلمينَ فهو خاطِئٌ»
ووجه الدلالة: فى الحديث أنه واضح كسابقه علىٰ تحريم الاحتكار وعدم جوازه. وهو حرام بإجماع العلماء وليس هذا وحسب بل إن المحتكر ملعون أي مطرود من رحمة الله. فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله قال: “الجالب مرزوق والمحتكر ملعون”. والجالب هو الذي يجلب السلع ويبيعها بسعر معقول للناس لييسر عليهم حياتهم وامورهم. كما قال: «من احتكر طعامًا أربعين ليلة فقد بريء من الله تعالىٰ، وبرىء الله تعالىٰ منه» أخرجه أحمد.
قال العلماء : الحكمة في تحريم الاحتكار: دفع الضرر عن عامة الناس. كما أجمع العلماء على أنه لو كان عند إنسان طعام، واضطر الناس إليه، ولم يجدوا غيره، أجبر على بيعه. دفعاً للضرر عن الناس.
فمن أسباب غلاء الأسعار تصرفات وسلوكيات رجال الأعمال من تجار ومصنعين ووسطاء المخالفة، لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، مثل: الاحتكار والتكتلات المغرضة ،الغش ،التطفيف ،انخفاض الجودة ونحو ذلك. ولقد نهى الإسلام عن هذه السلوكيات الاقتصادية السيئة .
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ؛”مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى”. أَخْرَجَهُ أحمد 2/33 (4880). فيجب منع الاحتكار بكافة صوره وأشكاله وحيله ويجب على ولاة الأمر اتخاذ التدابير لحماية المستهلك من التجار الجشعين الذين لا يهمهم إلا انتفاخ جيوبهم.
وقد خص الطعام بالذكر وضرب الأمثلة في الاحتكار لشدة حاجة الناس إليه غالبا، ويقاس عليه كل سلعة تشتد حاجة الناس إليها ويحصل لهم ضرر من عدم وجودها بوفرة في الأسواق. فكل من احتكر سلعة يريد بها رفع سعرها ويسهم في إيذاء الناس والتضييق عليهم فهو ملعون عاصي آثم وبرئ منه الله تعالى.