كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى (رحمه الله) يدخل إلى قلوب متابعيه، بمخاطبته لهم التى كانت تلمس أحوالهم، فكان ينزل إلى جميع المستويات بكلماته وعباراته. مما أدى إلى تفاعل متابعى خواطره مع كل ما يقوله. فكان يخاطب العوام والخواص، الرجال والنساء، الكبار والشباب والصغار. الجميع يكبّرون ويضرب الواحد منهم كفًّا بكف تعجُّبًا واندهاشا مما يقوله.
مما عرف عن امثلة الشيخ الشعراوى اللحظية فى فترة التسعينيات تلك الواقعة التى عاصرها رواد مبرّته بالسيدة نفيسة رضى الله عنها بالقاهرة.
يوم أن اقترب أحد الناس وهمس فى أذنه: أعانى من ظلم التجّار الجشعين الذين يرفعون الأسعار ويغالون على البسطاء فماذا تقول فيهم؟ فأجابه موجها كلامه للجميع: أنظروا لاثنين من التجار. الأول منهما يحسن التعامل مع الناس ابتغاء وجه الله. والثانى يقوم برفع الأسعار على المشترين دون مرعاة للخالق. مناقضا الفطرة التى غرسها الله فى التاجر الأول الذى أودع الله الرحمة بداخله. مما جعله محبوبا من جميع الناس.
وهنا يوضح الشيخ ما أعده الله للصنفين فى الدنيا والآخرة من الجزاء الذى اعدّه للتاجر الجشع وللتاجر الصدوق. مؤكدا أن التاجر الصدوق يجد طريقه ممهدا (بردا وسلاما).
أما التاجر الجشع فينال العقاب الإلهى فى الدارين (الدنيا- الآخرة).
ويكمل: إننا إذا عقدنا مقارنة بين التاجر الجشع والتاجر الصدوق على المستوي الدنيوى لتبين لنا الآتى: أن التاجر الجشع يمرض ولده فيذهب به إلى الطبيب المعالج حتى يشفيه الله، فيقول له الطبيب: ولدك بحاجة لإجراء عملية بعشرين ألف جنيه. أما التاجر الصدوق الذى يرحم الناس ويرفق بهم. يمرض ولده فيصطحبه للطبيب. فيقول له: ولدك ليس فى حاجة إلا لـ(قرص أسبرين وكوباية شاي).
رحم الله الشيخ الشعراوى رحمة واسعة.