في كل يوم تنزل ملائكة من السماء الى الأرض، وتصعد ملائكة من الأرض إلى السماء ويسألهم الله عن أحوال الأمة الإسلامية فيشهدون بأحوال الأمة الإسلامية عامة بأنهم لا زالوا يقيمون الصلاة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح، وصلاة العصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم، ويسألهم الله وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلون، وأتيناهم وهم يصلون”.
ثم تعرض الملائكة أعمال كل إنسان أسبوعيًّا على الله تعالى يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع فتعرض اعماله من الخير والشر من الطاعات والمعاصي من الحسنات والسيئات، فيقبل الله ما كان خالصا لوجهه الكريم ويرد ما كان فيه شرك أو رياء، وكذلك يعفو عن كل مسيء ويقبل طاعاتهم الا المشاحن وقاطع الرحم، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنْظِروا هذين حتى يصطلحا) وحين سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حكمة صيامه يومَي الاثنين والخميس؟ قال: “ذلك يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم”. وعن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم”.
وفي شهر شعبان ترفع أعمال كل إنسان إلى الله تعالى ويحكي الملائكة حال كل منا وقت رفع الأعمال وآخر طاعة تكتب له في صحيفته وليس أفضل من الصيام لأنها عبادة خالصة لله فيقبلها ويجزي بها بفضله، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِيْنِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
فإذا ختمنا أعمالنا السنوية بالصيام في شهر شعبان وبدأنا بعده أعمالنا في شهر رمضان بالصيام فإنه عمل لله وهو يجزي به وفي الحديث القدسي: قال الله عز وجل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.
فعسى الله أن يتقبل أعمالنا عند رفعها في شعبان ويكتب لنا فرحة حين نلقاه.