د. محمود ربيع: “التحويل” اختبار لتمييز الخبيث من الطيب
د. ياسر معروف: دروس وعبر الحدث.. مفتاح نهضة الأمة
أدار الندوة: جمال سالم
تابعها: محمد الساعاتي
تصوير: أحمد ناجح
أكد العلماء المشاركون فى ندوة” تحويل القبلة..دروس وعبر” التي نظمتها عقيدتي بالتعاون مع وزارة الأوقاف، برعاية د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد فاطمة الزهراء بالمعادي بيتشو، أن تحويل القبلة حدث عظيم يؤكد استقلالية الأمة عن التبعية، وهذا ما يجب الاستفادة منه بأن نكون على قلب رجل واحد في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين.. وأشاروا إلى أن العلاقة وثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويتضح هذا من وجودهما في رحلة الإسراء والمعراج، وبالتالي فإن الأقصى جزء من عقيدة المسلمين.. وأوضحوا أن الإسلام دين العزة والكرامة ورفض الخضوع لغير الله ، ولهذا فإن الأقصى تعبير عن حقيقة واقع الأمة.
حضر الندوة الشيخ محمد يحي المهدي، إمام وخطيب المسجد.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحريرعقيدتي، أن المتأمل في الشريعة الإسلامية الغراء يجد أنها أولت إعداد الإنسان عناية خاصة، بأن يكون على دراية بأمور دينه ودنياه، لأنه لا يمكن الفضل بينهما، ومن يقرأ التاريخ سيجد أن وضع الأقصى هو تعبير حقيقي عن واقع وكرامة الأمة، فهو في حوزة المسلمين في عصور القوة والعزة، والعكس صحيح في عصور الضعف، حيث وقع أسيرا للصليبيين والمغول والصهاينة حاليا، ونحن على ثقة في نصر الله بشرط أن نأخذ بأسباب القوة لأن سنة الله في خلقه ولا تحابي أحدا، قررها القرآن الكريم بقول الله:” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
دروس وعبر
أكد د. محمود ربيع الصفطي، مدرس الفقه لكلية الدراسات الإسلامية – جامعة الأزهر، لتحويل القبلة دروس عظيمة، مرتبطة بالعقيدة والشريعة لأن هذا التحويل من بيت المقدس إلى الكعبة أمر عقدي وقدسي بين المسجدين، فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسري نبينا صلى الله عليه وسلم، وأكد الله هذا الربط حين قال:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. ورغم مزاعم اليهود أن بيت المقدس قبلتهم التي اتهموا الرسول بالتوجه إليها تاثرا بهم، رغم أنه من الراجح عند النسفي والزمخشري وغيره أن اليهود قبلتهم كانت بيوتهم وليس بيت المقدس استنادا إلى قوله تعالى:” وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”، ومع هذا كشف تعالى لنا أنهم لن يتوقفوا عن العداء للإسلام والمسلمين بل أنهم أشد عداء لنا من المشركين:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ”.
وأوضح أن تحويل القبلة للكعبة أمر ارتضاه النبي له ولأمته، لأنه قبله خليل الله أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وفيه من الاستقلالية والوسطية المرتبطة بالخيرية التي تعد من أهم صفات أمة الإسلام، وقد ورد تحويل القبلة في الآية ١٤٣، وهي منتصف سورة البقرة وعددها ٢٨٦ آية، في قوله تعالى:” وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”، من هنا نعرف أهمية التوجه للكعبة في فريضة الصلاة التي تبطل إذا توجه المصلي لغيرها أو لم يتحرى، أما إذا عجز المصلي عن معرفة القبلة، فأينما تولي فثم وجه الله، فيتحري ويصلي حيث اجتهاده لقوله تعالى:” وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”، وبالتالي من صلى لغير القبلة من غير تحري أعاد الصلاة، لأنه فقط من شروط صحة الصلاة، وكذلك فإن من صلى إلى غير القبلة جاهلا أو ناسيا دون تحر، عليه إعادة الصلاة، وأيضا من وجد قوما يصلوا لغير القبلة أدارهم للقبلة وتصح صلاتهم، ويجوز صلاة النافلة والخوف والمريض الذي لا يقدر على التوجه للقبلة، الصلاة لغير القبلة.
وفند د. ربيع استمرار ادعاءات اليهود الكاذبة، في قوله تعالى:” سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، ومن المعروف أن فعل مضارع يفيد الاستمرار، ومن المؤكد أن اليهود ولم ولن يرضوا عن المسلمين ولا عن قبلتهم، وقد أكد الله ذلك في قوله تعالى:” وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ”. كما أن العنصرية من الطباع المعروفة لدي اليهود، حيث أدعو أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الجنة حكر عليهم دون بقية البشر فقال الله تعالى:” وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” ورد الله تعالى على هذا الإدعاء في الآية التالية بقوله سبحانه:” بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
وأشار إلى أن الله كان يعطي للنبي وإن لم يطلب بلسانه لأنه سبحانه عليم بذات الصدور، فعلم سبحانه رغبة وحب النبي بالصلاة إلى المسجد الحرام فقال سبحانه:” قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”. وبين له أهمية التمسك بقبلته الجديدة مهما كانت أقوال اليهود والمشركين والمنافقين فقال سبحانه:” وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ”، وكذلك لن يضيع الله أجر من عمل عملا صالحا لأن هناك من مات من الصحابة قبل تحويل القبلة، لم ينتقص شيئا من الأجر، وما أقره الله للأمة المحمدية من أوامر ونواهي فهو الصالح لكل زمان ومكان.
وأنهى د. ربيع قائلا: ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة يغفر الله لكل مسلم إلا لكافر أو مشاحن، بينه وبين أخيه خصومة وخصام، ونسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى من أيد الغاصبين، وأن ينصر المسلمين على عدوهم وأعداء الله، اللهم أمد المجاهدين والمستضعفين بمددك وانصرهم بنصرك، وألا يرفع لليهود وأعوانهم راية، ولايحقق لهم غاية، وأن يحفظ علينا مصرنا وسائر بلاد المسلمين.
الأبعاد الاستراتيجية
أكد د. ياسر معروف خليل، مدير ادارة أوقاف المعادي، أن هناك العديد من الأبعاد الاستراتيجية التي يجب أن نتعرف عليها المسلم لتحويل القبلة أهمها: أنه قرار إلهي مفصلي لتأسيس دولة الإسلام ومعرفة أعدائها، وكذلك فهي دليل صدق على نزول القرآن الكريم من عند الله تعالى، فضلا عن أنها عطاء من الله للنبي قبل أن يسأل ربه، وبالتالي لم يكن تحويل القبلة حدثا عاديًّا؛ ولم يكن هذا الحادث لمعزل من حادث الإسراء والمعراج ؛ بل كان نتيجة طبيعية له، فبعد أن منح الله رسوله الرحلة الأرضية إلى بيت المقدس وأحيا الله له الأنبياء ليصلى بهم إمامًا وأنزل على قلبه قوله تعالى” وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ”، والتي تبين أن وحي السماء نزل على قلب سيدنا محمد على أرض بيت المقدس ليثبت أحقية المسلمين في الحفاظ على مقدساتهم .
وأوضح أن تحويل القبلة يعد أكبر دليل على صدق نزول القرآن من عند الله لأنه أخبر مستقبلا عما يقابل هذا الخبر من اليهود وغيرهم من السفهاء من الناس وكلامهم عن سبب تحولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، ومع ذلك لم يفكروا ويعملوا عقولهم فيما نزل على قلب النبي وقالوا ما أخبر به القرآن سلفًا وهو دليل صدق القرآن فيما وصفهم بالسفه، ومن ثم كان لابد من تغيير القدوة والقيادة الدينية للعالم من بني إسرائيل الذين تألف قلوبهم الإسلام أكثر من عام ونصف وهو يأمر أتباعه بأن يصلون تجاه بيت المقدس لتقام عليهم الحجة؛ فإن من صفات النبي الخاتم أنه يصلى إلى القبلتين – بيت المقدس وبيت الله الحرام – لكنهم جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا أنه صلى الله عليه وسلم بعث من بني إسماعيل لا من بني إسرائيل .
واستطرد: تحويل القبلة كان تمحيصًا للمؤمنين كما اختبروا في الإسراء والمعراج بصدق المبلغ عن الله، ونجح الصديق أبو بكر وبجدارة بمقولته الشهيرة ردًا على المشركين بعد سماعهم بخبر الإسراء قائلا:”إن كان قال فقد صدق”، وكان اختبار المؤمنين هذه المرة في سرعة استجابتهم لأمر رسول الله وهم يباشرون صلاتهم كما أمرهم رسول الله فعندما سمعوا من أحدهم أنه شهد بالله أنه صلى مع النبي تجاه البيت الحرام لم يتوانوا في تنفيذ أوامر النبي فأكملوا صلاتهم تجاه البيت الحرام، وسمي هذا المسجد ب”مسجد القبلتين” تخليدًا لسرعة تنفيذ الصحابة رضي الله عنهم لأمر النبي .
وطالب د. ياسر بألا يمر هذا الحدث العظيم علينا في وقتنا الحاضر مرور الكرام، بل لابد أن لنأخذ منه الدروس والعبر العظام التي تلهم الأمة كيف تستفيق من غفلتها وتستعيد مجدها ، فمن أهم هذه الدروس: أن الأمة ليست تابعة لأحد ولكنها تتبع أوامر الله فقد أمر الله تعالى نبيه أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام بعد أن وصفه تعالى بأنه جامع لخصال أمة بأسرها فقال تعالى:” إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، فحينما فسدت اليهود عقديًّا وأخلاقيًّا وعباديًّا كان لزامًا أن تحول قيادة البشرية متمثلة في القبلة إلى الأصل الذي لا خلاف عليه وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء جميعًا، وهو ما كان يرضاه النبي، وهو ما سجله القرآن، ومن هذه الدروس الجليلة بيان كرم الله ومكانة النبي عند ربه وعظيم منزلته، فقد أنعم عليه بالإجابة قبل أن يسأل في قوله تعالى:”وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى”.
وأنهى د. معروف قائلا: إن مكانة المسجد الأقصى مسرى رسول الله أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين عظيمة في عقيدة المسلمين، عن أبي ذر رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:«المسجد الحرام» قال: قلت: ثم أي؟ قال «المسجد الأقصى» قلت: كم كان بينهما؟ قال:«أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فَصَلِّه، فإن الفضل فيه». وما أجمل أن نتعلم من تحويل القبلة في عصرنا الحاضر التحول من الخمول والكسل إلى الجد والعمل لتنهض أمتنا وترفع رايتها في العالمين، وأن نتعلم التحول من سيء الأخلاق إلى مكارمها ومحاسنها ومن التفرق واليأس إلى الوحدة والأمل لترتقي أمتنا المسلمة وتسترد مجدها التليد ومقدساتها الأسيرة وما ذلك على الله بعزيز.