كان هناك راوٍ اسمه شبث بن ربعي، وكان مؤذّنًا لسجاح ومؤمنًا بنبوّتها ثم تاب، فكان من الذين خرجوا على عثمان وقاتلوه ثم تاب، فأصبح من الذين يقاتلون عليًّا مُطالبين بدم عثمان ثم تاب، وأصبح مع علي من أصحابه، ثم خرج عليه مع الخوارج، ثم رجع وكان مع الجيش الذي قاتل الحسين فقتلوا الحسين، ثم خرج مع الذين يطالبون بدم الحسين، وأصبح من أتباع المختار بن عبيد الثقفي، ثم تراجع وتاب وأصبح من الذين قاتلوا المختار بن عبيد الثقفي، فهذه ترجمته في التقريب.
فما أكثر أشباهه اليوم! فكثير ما نرى أناسًا يتشبّثون بآرائهم وأفكارهم، ثم بعد ذلك ينقلبون من حال إلى حال وهكذا! ومن أسباب هذا التذبذب، البحث عن الشُهرة والمصالح الشخصية دون النظر إلى الصالح العام، كذلك التعلّم والنقل من أشخاص لا يثبت لهم علمًا، فيظل ينقل ويتلقّى من وسائل التواصل الاجتماعي ولا يتأكّد من صحّة ما تلقّاه، فهو ينقل من هنا لهناك! ومن هذا لذاك دون دراية أو فهم ماذا يفعل؟ وماذا ينقل؟ ظنًا منه أنه على صواب مدافعًا عن رأيه وما نقل حتى لو أدرك يومًا أنه مخطئ!