رفع مسجد “شباب أهل الجنة” بالتجمّع الخامس، حالة الطوارئ القصوى لاستقبال شهر رمضان المعظّم وضيوفه الكرام ضيوف الرحمن.
حول هذه الاستعدادات تقول الداعية م. عبير أنور: كعادتنا منذ ست سنوات- هي زمن تكليفي من قِبل وزارة الأوقاف بالعمل بالمسجد- حيث كان الدرس عن كيفية جعل العبادات التعاملية جنباً إلى جنب مع العبادات الشعائرية، وتحدثنا عن ضبط السلوك قبل الصوم عن الطعام والشراب مصداقا لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم-: “من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ”.
أضافت: وكعادتنا في المسجد نُعلِّم الأطفال صناعة صغيرة ينفّذونها بأيديهم بعد الانتهاء من الحفظ وسماع الدرس، وكانت أولاها عن “طبق” يكسوه الأطفال من قماش الخيامية الذي يذكِّرنا بأجواء الشهر الفضيل، وكنا قد اعتدنا في السنوات السابقة تزيين المسجد بمعاونة إخواتي مُدرِّسات القرآن، ولكن هذا العام قد كبُر عدد من أبنائي أبناء المسجد فراودتني فكرة أن يشاركوا في تعليق الزينة ولصق اللوحات الإرشادية، ليس هذا فحسب بل يشاركونا أيضاً في تنظيم صلاة التراويح، والتي نحتاج فيها للعديد من المتطوّعين للقيام بالعديد من الأعمال، كتنظيم المصلَّى وتشغيل البخور وإرشاد السيّدات لمكان الصلاة الخاص بأمّهات أحباب الله، أو للمصلّى إذا جاءت إلى المسجد منفردة، وهي عادة نحرص عليها منذ عدّة سنوات لحفظ الهدوء داخل المصلّى. كذلك القيام بتقديم التمر والماء لضيوف الرحمن.
ومن الاستعدادات الهامة التي نحرص عليها توفير أوراق التلوين للصغار وحفظ النظام فيكونوا جنبا إلى جنب مع الكبار يعاونونهم ويتعلّمون منهم، ويتمحور منهج الأطفال خلال الفترة المقبلة حول فضل رمضان وسلوكيات المؤمن الحق، من خلال قصص عن القيم الأخلاقية في صورة شيّقة بغرض ترسيخها في نفوس الأطفال وشرح آيات الصيام. أما الصناعات الصغيرة أيضاً ذات الصلة بأجواء الشهر الكريم فستكون أجندة رمضانية لتنظيم الوقت بين الاستذكار والعبادات والنصيب من العمل الصالح، وكذلك صناعة مفرش رمضاني.
أطْلَعتُ الأطفال على تلك الاستعدادات فرأيتُ في أعينهم الحماس وامتلأ المسجد بالبهجة والصفيق. أعاده الله علينا جميعاً باليُمن والبركة ورزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا.