استمتعت بسهرة أدبية فكرية فى صالون الروائي الكبير نشأت المصري والذي يقام في نقابة الصحفيين حيث كان ضيفا الصالون المفكر والكاتب الصحفي الكبير مؤمن الهباء والروائي الكبير الدكتور عبد الرحيم درويش استاذ الاعلام بجامعة بني سويف .
بدأ الصالون بمحاضرة حوارية للكاتب الصحفي مؤمن الهباء عن تجربته الصحفية ورؤاه لمستقبل الصحافة وقد قدمه فيها الروائي الكبير محمد قطب أحد الكتاب الكبار الذين قدمتهم ـ للقارئ المصري والعربي جريدة المساء في عصرها الذهبي.
وما إن بدأ الكاتب الصحفي مؤمن الهباء كلامه حتى تحولت المحاضرة الى حوار بينه وبين الادباء والمفكرين المشاركين فى الصالون لذا سميتها محاضرة حواية وقد بدأت الاسئلة حين ذكر أنه تفتحت عيناه على مكتبة أدبية وفكرية في بيتهم بعد أن تعلم القراءة والكتابة في كتاب القرية، فقرأ فى بداياته لأدباء كبار بدأهم بطه حسين صاحب الاسلوب السلس المسترسل المسهب القصصي، ثم كان العقاد الذي أخذه الى منهل فكري جديد بعد أن شغف بطه حسين ولم يكن يرى سواه ففتن بالعقاد وتحليلاته العقلية فى عبقرياته التي لم تكن قصة سردية ولا تحليلا جاف ولا عاطفة دينية بحته، وإنما كانت تحليلا عقليا يقدم الأدلة ويستخدم النظريات العلمية الحديثة في الفلسفة وعلم النفس ليصل بنا الى صورة قلمية مقنعة لسر عبقرية الشخصية التي يتناولها.
وقد انتهى الهباء فى حديثه عن العقاد وطه حسين الى قوله أنه أكتشف أن البيئة الادبية في العالم العربي كانت فى حاجة الى هذين النموذجين العظيمين المتباينين ليتحقق الثراء المطلوب وليستفزا العقول والقرائح.
كان السؤال المحوري يدور حول منهجه في الكتابة الذي تميز بالسلاسة والعمق والتفرد، وهو ما فسره بما حباه الله من جدية فيما يوكل إليه من عمل وإقبال على القراءة والتي تنوعت بين الشعر والكتب الادبية فاطلع على شعر شوقي وحافظ إبراهيم والمتنبي والذي انتهى فيهم أن المتنبي ما زال أشعر شعراء العربية فقد كان يخرج ما في نفسه ويضفيه على الاخرين، وكان الاخرون يضفون على أنفسهم ما لدى الاخرين.
أما الشخصية الثانية في الصالون فكان الدكتور عبد الحميد درويش الذي قدمه الناقد الادبي والكاتب الصحفي الدكتور حسن علي وقد تحدث عن آخر روايته وهي الرواية السادسة عشر، والتى حصلت على عدة جوائز لذا كان الاحتفاء بها في الصالون وجاءت تحت اسم “زوج العنكبوت” وقد دار حولها جدل نقدي من الحضور، وهي عبارة عن يوميات لبطل الرواية باسل الذي ليس له من اسمه نصيب وهو ما حرص على اتباعه المؤلف في كل الأسماء التي جاءت فى الرواية فحملت معاني غير التي يتصف بها أصحابها.
وقد انطلق المؤلف في روايته التي جاءت فيها كل شخصيات الرجال هشه مثلما هو العنكب ذكر العنكبوت والتي تقتله بمجرد تلقيحها ليصبح بيتها الذي أضعف وأهون البيوت.وقد تناول الرواية بالنقد كل من الروائي والمفكر الدكتور صلاح شعير والناقدة وفاء عبد الحفيظ والكاتب المسرحي المهندس هشام العطار.