قبل أيام قليلة من بداية الشهر الفصيل، تختلف الأسر المصرية والعربية والمسلمة حول ميزانية رمضان وشراء ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات حتى وصول الأمر إلى أن استهلاكنا في رمضان يصل إلى أربعة أضعاف استهلاكنا في بقية الشهور رغم أننا نتناول وجبيتن، وهذا ما يتنافي مع الحكمة من الصيام ويدخلنا ضمن المشرفين الذين ذمهم الله بقوله “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.
يأتي رمضان هذا العام في ظل ظروف غير عادية حيث يعاني الأشقاء في فلسطين عامة وغزة خاصة من ظروف قاسية غير مسبوقة حيث حرب التجويع والإبادة والتهجير على يد أبناء القردة والخنازير الذين حاربوا خالقهم وسجّل الله لنا ذلك في القرآن الكريم لنعرف أنهم لا أمان ولا عهد لهم، أنهم لا يعيشون إلا في الفتن والحروب عبر تاريخهم قال الله سبحانه وتعالى:” لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ”. ووصلت الوقاحة والتطاول على الله:” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.
واجبنا هذا العام أن نتنازل عن صفة الإسراف والتبذير ونستشعر المجاعة التي يعيش فيها إخواننا الجوعي والعرايا والمرضى في الداخل والخارج الذين سيسألنا الله عنهم لأنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، أين نحن من قول رسول الله:” من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهَّل الله له به طريقا إلى الجنة، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه”.
أنصح نفسي قبل غيرى أن يكون رمضان هذا العام مختلفا عن غيره من السنوات السابقة بأن نتوب إلى الله ونتقرب إليه بالعبادات قبل المأكولات، ونتسلح بالإيثار وأن نحسن جوار نعم الله لأنها إن زالت لن تعود.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى:”…وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.