كتب الله علينا الصيام في شهر رمضان المبارك وهو تحريم الحلال من الطعام والشراب والشهوات، في نهار رمضان من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس،
ونحن نستجيب لذلك طاعة لله وطلبًا لمرضاته، ولم يحدثنا عن الامتناع عن الذنوب والمعاصي لأن من يعقل الأمور ينبغي عليه أن يمتنع عن المحرمات تقوى لله من استحقاق العذاب في الوقت الذي أمره الله أن يمتنع فيه عن الطيبات لطلب مرضاته، ولذلك قال تعالى: “…وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” (188) البقرة.
ولذلك كما ترون كانت الآية التالية “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل”، ففيها أن العاقل لا يمتنع عن أكل الطعام والشراب والشهوات الحلال ثم يأكل المال الحرام ولذلك فإن الصوم الصحيح يعني الامتناع عن المحرمات كلها فيصوم بجميع جوارحه وبقلبه ولا يقترب بجسده من امرأة لا تحل له فضلا عن المحرمة عليه.
وينبغي كذلك للصائم أن يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والشتيمة، والخصام والكذب وتضييع الوقت في الغناء واللغو والحكي الذي لا فائدة منه، ويحفظ يده فلا يمدها إلى باطل ورجله فلا يمشي بها إلى باطل وكذلك سائر أعضائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
وقال: “إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن امرؤٌ جهل عليه فليقل: إني صائم”.