من أعظم مِنَنِ الله على العبد التي يجب أن يستشعرها مع انفراجة عينيه في صبيحة كل يوم، هي الإذن باستعادة جسده لروحه مرةً ثانية، إيذانًا بمنحه فرصةً للحياة من جديد، فرصةً جديدةً للتوبة، فرصةً جديدةً للإصلاح، فرصةً جديدةً للتدارك، فرصةً جديدة للنَّهل والاستزادة، فرصةً جديدةً لركعتين، لصدقةٍ، لكلمةٍ طيبةٍ، لتسبيحةٍ -هي لو يدري .. خير من الدنيا وما فيها-، لذلك كان من عظيم قول المعصوم ﷺ عند الاستيقاظ: (الحمدُ للهِ الذي عافانِي في جَسَدِي، ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بذِكْرِه). فاعمل وجِدَّ واجتهد، ولا تضيِّع وقتَك، ولا تفرِّط في يومك، وتذكّر قول الحسن البصري- رحمه الله-: ما من يومٍ ينشقُّ فجرُه إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة.
وتذكر قول النَّبِيِّ لما مر عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا فَقَالَ: (رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ).
اللهم اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير.