محامٍ بالاستئناف: نطالب بإعدام المبتزين جنسيًا
طبيب نفسي: الضحايا يلجؤون إلى الانتحار خوفًا من الفضيحة
تحقيق: منى الصاوى
أعادت قضية الطالبة نيّرة الزغبي، المعروفة إعلاميًا باسم “ضحية الابتزاز في العريش”، قضية الابتزاز الإلكتروني على الساحة مجددًا.
لم تكن قضية نيّرة الأولى، إذ سبقتها مثيلتها “بسنت شلبي”، ابنة مركز كفر الزيات بالغربية، التي أنهت حياتها بـ”حبَّة الغلّة” قبل عامين إثر تعرّضها للابتزاز الجنسي الإلكتروني.
ويشكّل الابتزاز الإلكتروني تهديدًا متزايدًا على الخصوصية والأمن الشخصي، إذ يشهد الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تزايدًا في حالات الابتزاز بأشكاله المختلفة، الأمر الذي دفع البعض إلى الانتحار هربًا من الفضيحة والوصم المجتمعي!
تتعدّد أشكال الابتزاز الإلكتروني، حيث يلجأ المجرمون إلى نشر معلومات خاصة أو حسّاسة مقابل إقامة علاقة جنسية غير شرعية، أو مبلغ مالي، أو التهديد بالتشهير والتعرّض للسخرية.
ويؤثر الابتزاز الإلكتروني على الضحايا بصورة كبيرة، حيث تقع الضحية رهن تدمير السُمعة الشخصية، والخسارة المادية، والتوتر النفسي، والانتهاكات الجسدية.
استطلعت “عقيدتي”، آراء خبراء القانون والصحة النفسية حول تأثير الابتزاز القانوني على الضحايا.
قال كمال سعيد، المحامي بالاستئناف العالي، تعد قضايا الابتزاز الإلكتروني واحدة من القضايا القانونية المعقدة والمتنوعة. ويُعتبر الابتزاز الإلكتروني في بعض الحالات انتهاكًا لخصوصية الأفراد، خاصة عندما يتعلق الأمر بتهديد نشر معلومات خاصة أو حساسة دون إذن، وتختلف التشريعات من دولة إلى أخرى فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية وتطبيق العقوبات على الابتزاز الإلكتروني.
وأكد أن قانون الجرائم المعلوماتية رقم 175 لسنة 2018، هو قانون مصري يهدف إلى تنظيم الجرائم التي ترتكب عبر الوسائط الإلكترونية وحدد العقوبات المناسبة لمرتكبي هذه الجرائم التي قد تصل إلى السجن لمدة 15 عامًا، مطالبًا بتغليظ العقوبات لتصل إلى حد الإعدام.
وأشار إلى أن قانون الجرائم المعلوماتية يهدف إلى توفير بيئة آمنة على الإنترنت وحماية حقوق المواطنين والمؤسسات من الاعتداءات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن مصر سنَّت هذا القانون ضمن جهود الدولة لتحديث التشريعات ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
تحديات نفسية
وفي سياق متصل، أكد د. وليد هندي، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن قضايا الابتزاز الإلكتروني أصبحت من بين التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأفراد في المجتمع الرقمي. مشيرًا إلى أنه يعكس رأي الطب النفسي في هذه القضايا جوانب هامة من تأثيراتها على الصحة النفسية للضحايا وسبل العلاج المحتملة.
تابع: الابتزاز الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية سلبية على الضحية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، والشعور بالعزلة والضياع، وانخفاض مستويات الثقة بالنفس، ويمكن أن يزيد الابتزاز الإلكتروني من مشاكل النوم والتوتر والعصبية، مما يؤثر سلبًا على الجودة العامة لحياة الضحية.
وبسؤاله عن كيفية التعامل مع ضحايا الابتزاز الإليكتروني، أكد أن رحلة العلاج تنقسم إلى شقين، الخطوات العلاجية والوقائية. مشيرا إلى ضرورة تكثيف العلاج النفسي الفردي أو الجماعي للمساعدة في التغلب على التأثيرات النفسية السلبية للابتزاز، كما يمكن أن تكون الدعم الاجتماعي والمساعدة القانونية مفيدة في التعامل مع الابتزاز وتخفيف الضغط النفسي على الضحايا.
وقال: إن الابتزاز الجنسي يمكن أن يترتب عليه تأثيرات نفسية خطيرة على الضحايا، ومن بينهم اضطراب الاكتئاب، إذ يمكن للضحايا تجربة مشاعر شديدة من الحزن واليأس بسبب الابتزاز الجنسي، الذي يؤدي إلى الإصابة بالشعور بالذنب أو العار.
ويمكن أن يعاني الضحايا من اضطرابات القلق الاجتماعي والقلق العام واضطراب القلق المرتبط بالصدمة، وقد يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للابتزاز الجنسي من اضطرابات النوم مثل الأرق أو النوم المتقطع نتيجة للتوتر والقلق المستمر.
وأكد هندي، أن الابتزاز الجنسي يمكن أن يؤدي إلى تجارب صدمية للضحية، وبالتالي يمكن أن يعاني الضحايا من اضطراب ما بعد الصدمة، الذي يحفز الشعور بالخوف المفرط والتجنب والارتباك العقلي، كما يتسبب في تغييرات في سلوكهم الغذائي، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات الطعام مثل الشهية المفرطة أو فقدان الشهية.
وتابع: يمكن أن يؤدي الابتزاز الجنسي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية للضحايا، بما في ذلك الانعزال الاجتماعي وصعوبات التفاعل مع الآخرين.
خطوات احترازية
ومن جانب آخر، قال المهندس رامي المليجي، الخبير في التكنولوجيا الإلكترونية والميتافيرس، إن ثمة خطوات احترازية قد تجنبك الابتزاز الإلكتروني، قم بضبط خصوصية حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى بحيث يمكن للأشخاص الذين لا تعرفهم أن يرسلوا لك رسائل أو طلبات صداقة، تجنب مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة على الإنترنت، مثل العنوان أو رقم الهاتف، مع الأشخاص الذين لا تثق فيهم، ضرورة التأكد من تصفية الاتصالات حال تلقيت رسائل غير مرغوب فيها أو طلبات مخلة بالآداب.
تابع: إذا واجهت ابتزازًا جنسيًا عبر الإنترنت، فكن واضحًا في رفضك وعبر عن ذلك بشكل مباشر، وعلى الفور توجه إلى مباحث الاتصالات والإنترنت وتحرير محضرًا بتعرضك للابتزاز.
ونوّه المليجي، إلى ضرورة طلب المساعدة حال شعورك بأنك تواجه موقفًا صعبًا أو تعرضت للابتزاز الجنسي.