كتب- محمد الساعاتى:
أثلج د. عبدالله النجار– عضو هيئة كبار العلماء- صدور روّاد مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها بالقاهرة، عندما أكد لهم فى أول دروس شهر رمضان المعظم أن الله تعالى يغفر لصائم رمضان ذنوبه إذا صام إيمانا واحتسابا، وإذا قام إيمانا واحتسابا، وإذا قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.
أضاف: إن الصلة بيننا وبين الصيام صلة وثيقة. مؤكدا أن معظم الغزوات التى حدثت فى عهد النبى دفاعا عن البلاد والعباد. وقعت فى رمضان.
وعن فرحة رمضان المعظم قال د. النجار: فرحتنا بشهر رمضان المعظم تلازمنا منذ أن تفتّحت عيوننا على الدنيا. وكلما اقترب حضور هذا الشهر الكريم. أنظر إلى وجوه الناس. إلى الشجر. البيوت. الشوارع. تجد أن لشهر رمضان فرحة وطلَّة. هذه الفرحة تستطيع أن تدركها فى الحوائط والجدران الصماء.
ولشهر رمضان نفحات. وتستطيع أن تقارن بين الذى أقوله وبين ما بعد رمضان. إلى إلى يوم العيد (آخر النهار) وقارن بين هذه الأيام ونحن نستقبل رمضان المبارك. لأن الكائنات. لأن الوجود يفرح بقدوم هذا الشهر. ويستقبله كما يستقبل الناس رمضان بالفرح والسرور. مع أنه شهر يتضمن عبادة شاقة.
فالصوم من العبادات التى تشق على النفس ويتحملها الإنسان بصعوبة. لأنها تبين حركته فى أمرين: ١- أن الصوم يقيد حركة الإنسان. فهو يمنعه عن الطعام والشراب وكل ما يؤدى إلى حب الحياة من المطاعم والمشارب.
كذلك أيضا فإن الصيام يمنع الإنسان شهواته. حيث يحرم على الإنسان شهوتى البطن والفرج. وهاتان الشهوتان من أشق أنواع الشهوات على الإنسان. ولذلك فإن الشهر يعيد حركة الإنسان فى هذين الأمرين.
أضاف د. النجار: من فضل الله علينا أنك تلمس هذا المعنى وأنت تقرأ آيات الصيام. تقديرا لهذا المعنى لأن الله الذى شرع رحيم بالناس.
تأمّل آيات الصيام: “يا أيها الذين آمنوا” -أى.. يا من آمنت بى. وآمنت أننى الإله الواحد الأحد الذى يستحق العبادة- أنت إذا تذكّرت هذا المعنى. فأقبِل على الله سبحانه وتعالى وتقبّل منه أى تكليف لك.
لذلك “يا أيها الذين آمنوا” أى أن الله يقول للعبد: أستحس فيك معنى الإيمان حتى ترضى وتقبل على ما سأكلفك به.
وقال د. النجار: بعض الفقهاء يقولون: إن الإيمان هنا “يا أيها الذين آمنوا” هو شرط لقبول الأعمال. إن الله جعل الإيمان شرطا لقبول العمل. فى حين أنه قد خاطب الإيمان أولا فى نفس المخاطب. ثم جاء بعد ذلك بالصيام.
وقد آثار هذا الموضوع كلاما كبيرا بين الفقهاء.
والآية الكريمة تدل على أن الإيمان شرط لقبول العمل. كما قال الله: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” لكن جمهور الفقهاء يرون أن الإيمان مطلوب لله كما تطلب المطلوبات الأخرى كصلاة وزكاة وصيام وحج. والكلام لا يعنينا الآن. ولكن ما يعنينا أن الخطاب موجه للذين آمنوا: “كتب عليكم الصيام”.
والصوم هو الكف عن شهوتي البطن والفرج: “حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام…”.
واختتم د. النجار: للصيام هدف واحد وغاية واحدة.
تهذيب سلوك الإنسان فى عاداته وممارساته وفى معاملاته مع الناس. الإنسان فى حاجة إلى لتقويم سلوكه. معنى ذلك أننى يجب على أن أتقى الله عز وجل فى التعامل مع الناس. وهذا الذى يبرز ما إذا كنت قد نجحت أم لا.
إذا أردت أن تعرف أن الرسالة قد أثرت فيك؟
أنظر إلى تعاملك مع الناس. إذا كنت آكلا لحقوق الناس فقد فشلت. وإذا كنت مؤديا لحقوق الناس ومحافظا على أعراضهم وحقوقهم فقد نجحت بامتياز.