تطاول الأقزام على فضيلة الإمام. ونحن نقول بكل أدب واحترام إنه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي اقتفى متعه الله بالصحة والعافية في حياته أثر كبار أهل العلم من شيوخ الأزهر علما وعملا، وحذا، ومازال، حذوهم في طلبه أنى وجد، واختط لحياته نهجا قل نظيره،وما زال يضيء للناس طريقهم بحكمة ورؤية حضارية واسعة وآفاق إيمانية مؤثرة. فقد حمى الشريعة والحقيقة من المنحرفين فكريا،وقاد الأزهر الشريف بجامعه وجامعته ومعاهده على خطى شيوخ الأزهر السابقين الذين تمسكوا بالوسطية والاعتدال في جميع مواقفهم، وهاهو فضيلة الإمام الطيب ينافح عن الإسلام وفكره وأدبه ولغته ،بعيدا في ذلك كله غاية البعد عن مجالات الشهرة والبحث عن النجومية،أو إحداث دوي كأنه زاهد أو راهب في صومعة
لا يتطلع إلى شيء في هذه الحياة سوى أمر واحد هو أن يقول كلمته.
ومن المعلوم لدى الجميع أن الإمام الأكبر عالم أزهري وفيلسوف من فلاسفة الأزهر الكبار، ولا يماري أحد في مكانته وقيمته العلمية، فقد امتلك فضيلته قدرة فائقة على التأليف الموسوعي وإعداد البحوث العلمية والكتب الضخمة التي تتناول فروعا شتى،وأسلوبه في الكتابة سهل واضح مشرق يميل إلى التبسيط وتقريب الثقافة العامة لجمهور المسلمين دون تقعر أو تفيهق أو جنوح إلى الإغراب والتعقيد.
والمطالع لمواقف الإمام ومسيرته المشرقة يجد أنه قد صوب قلمه نحو قضايا عصره وواجه تحديات الغزو الفكري والثقافي ورياح المذاهب والنظريات والفلسفات المادية موقنا بانتصار كتيبة الحق على كتائب الباطل،فأتت مؤلفاته كلها في تثقيف الشباب المسلم وتحصينه من الهجمات الثقافية الغربية المادية والعلمانية التي
لا ترضى إلا بأن تقتلعهم من جذورهم وأصالتهم.
يقال أن لكل امريء من اسمه نصيبا، وبالفعل كانت رسالته مذ أمسك بكلمه مسيرة طيبة أحمدية، فقد استطاع فضيلة الإمام أن يقاوم هجمات الملاحدة والمستشرقين ويدفع عن الأمة كل غزو فكري يريد سلخها من جذرها،ويحاول تغيير وجهتها وتبديل هويتها، وإلغاء صبغتها الربانية، كما أنه وقف جنديا بالمرصاد لكل الغلاة والمنحرفين عن منهج الوسطية والاعتدال، يكشف زيفهم ويهتك سترهم، وإن بلغوا من المكانة ما بلغوا،ولم يجر خلف بريق الشهرة ولم يسع لكسب المال والثروة، فقد تنازل عن راتب المشيخة وآثر أن يسكن في شقة متواضعة دون خادم يخدمه، فقد كان أكبر همه أن يعمل في هدوء وأن ينتج في صمت.
نعم هذه هي نبذة مختصرة عن حياة شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر د. الطيب حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الحق والخير خطاه،وحفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.