عندما يصاب الإنسان بمحنة تضيق به الدنيا، ولا يدري أن الله يخرج من داخل هذه المحنة منحة عظيمة له، وما يثبت هذا الكلام، قول الله سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم).
ومثالًا على ذلك: سيدنا إبراهيم عليه السلام ترك زوجته وابنه إسماعيل، ابنه الوحيد في أرض جرداء لا زرع فيها ولا ماء، ولا يعلم أن في ذلك خيرًا كثيرًا له، فأصبحت أطهر بقعة على وجه البسيطة، وأصبح ولده نبيًا بل جد سيد الأنبياء.
ونبينا يوسف أيضًا، عندما ألقاه إخوته في البئر، ثم بيع وأصبح عبدًا، ثم سجن بعد ذلك، فهل كل ذلك كان محنة! لا والله بل كانت منحة عظيمة، لأنه بعد ذلك أصبح وزيرًا لمصر.
ولنا في رسولنا خير مثال وقدوة، فعندما ذهب للطائف ليدعوهم إلى الله فضرب حتى دميت قدماه، فهل كان ذلك محنة، لا بل منحة عظيمة ألا وهي رحلة الإسراء والمعراج وزيارة ربه العزيز الكريم بل رؤيته.
فصدق رب العزة حين قال: “فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب”. فقد تكون في موقف تراه أنت ومن حولك أنه محنة وموقف صعب، ولكن يوجد فيه خير كثير، فكل الأنبياء قد تعرضوا لمحن عظيمة، ولكن خرجت من ثنايا هذه المحن منح عظيمة.
فإذا أصابتك محنة أخي في الله فاعلم أنه سينالك بعدها منحة عظيمة من ربك فكما قال الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت** وكنت أظنها لا تفرج
واعلم أن الله يبتليك ليصطفيك.