يقول الله عزَّ وجلَّ: “وربّك يخلق ما يشاء ويختار”، فقد خلق الله السماوات سبعاً والأرض سبعاً، واختار السابعة من السماوات، وخلق الله الجنان واختار منها جنة الفردوس، وخلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة.
وخلق الله الشهور والأيام واصطفى شهر رمضان على سائر الشهور والأزمان، فكرَّمه تكريماً عظيماً فأنزل فيه القرآن “شهر رمضان الذى أُنزل فيه القرآن هدى الناس وبيّنات من الهدى والفرقان”.
فالعاقل هو الذى يقدّر كل شئ قدره، وهو الذى يستعد لضيفه لأنه ضيف عزيز يهلّ علينا بأنفاسه الخاشعة الزكية وبرحماته النديّة، إنه شهر القرآن والصيام والإحسان والعتق من النيران كما قال النبى: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنّة”، وفى رواية أخرى “أبواب الرحمة”.
وينادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، فما علينا إلا أن نستقبل هذا الشهر الكريم بجدٍّ واجتهاد حتى نلقى الله وهو راض عنا، نتوب إلى الله لأن الله يفرح بتوبة عبده.