عقب وقوع أى حادثة إرهابية هنا أو هناك يتبارى المتطوعون من بنى علمان ومن يطلقون على أنفسهم بالمثقفين بشن هجوم ضارى على الأزهر ورجاله ومناهجه، بل وعلى المؤسسة الدينية بأكملها، فيتهمون المناهج الدينية بتغذية التطرف والعلماء بالتقصير فى مسألة تجديد الخطاب الدينى ناسين أو متناسين عن عمد أن أكثر من 99 ٪ من الإرهابيين هم من درسوا فى التعليم العام وليس الأزهري، وأن تهميش العلوم الدينية فى مناهج التعليم العام ساهم إلى حد كبير فى عدم تحصين الطلاب من الأفكار الظلامية.. وإذا كان هناك عشرة طلاب مثلا من المنتمين للأزهر قاموا بعمليات إرهابية فإن الازهر به ما يزيد عن نصف مليون طالب يدرسون المناهج الوسطية وصحيح الدين وبعيدين تماماً عن فكر التطرف.
وآخر ما تمخض عنه فكر هذه الشرذمة التى تحاول النيل من الازهر هو محاولتهم اليائسة لدمج التعليم العام مع الأزهرى وأن تكون المناهج الدينية اختيارية، وإن كانت هذه الفكرة نفاها تماماً وزير التعليم إلا أنهم يحاولون بين الحين والآخر احياءها بحجة أن هذا الدمج سيجعل الازهر متفرغاً للدعوة ولدوره فى علوم الدين فبئست الحجة وبئس التفكير.
إن أهم أدوات الدولة لمحاربة الفكر المنحرف عودة الريادة لدور الأزهر والمؤسسة الدينية خاصة وأنها تشهد الآن تحركا واسعاً فى أداء دورها داخليا وخارجيا وإحداث نقلة نوعية فى تفاعلها المجتمعى والنهوض بدور الازهر العالمى والتواجد الفاعل فى كل انحاء الدنيا إلا أن بعض بنى علمان راعهم ان يكون للمؤسسة الدينية وللأزهر الشريف دوره الرائد فى مقاومة الافكار الضالة والمنحرفة وزاد من هلعهم أن تكون لهذه المؤسسة العريقة قيمة وقامة فى مصر والعالم فواصلوا هجومهم على هذا المنبر الوسطى المعتدل، ويحاولون تسخير كل ما يملكون من أدوات هدم للنيل من الازهر واتهام رجاله بأنهم وراء موجات التطرف والإرهاب التى تشهدها البلاد.
إن الهجوم على الأزهر ورجاله ومناهجه وطلابه، ليس هدفه النيل منهم فحسب، ولكنهم يهدفون للنيل من ثوابت الدين الأساسية فهم يريدونها «سداح مداح » فأرق نومهم هذا التحرك الواسع للمؤسسة الدينية على كافة المستويات، فها هو الأزهر وشيخه الجليل يجول شرقاً وغرباً للدفاع عن الإسلام ونشر الوسطية فى ربوع الدنيا، ولم يغمض لبنى علمان جفن مما يقوم به وزير الأوقاف النشط دائما د. محمد مختار جمعة الذى استطاع أن يحدث نقلة نوعية فى مستوى الأئمة وتدريبهم
التدريب اللائق فشكل جيوشاً من الدعاة قادرة على دحض الأفكار المتطرفة وبث الفكر الوسطى بين الناس، واستطاع بحق ان يغير الصورة الذهنية المغلوطة التى كانت السمة السائدة لخطباء المساجد فى الماضى القريب.
وكيف يهدأ لبنى علمان بال.. ومرصد الفتاوى ونشاط دار الافتاء بقيادة الدكتور العالم الجليل شوقى علام شدت المآذر ولم تتوان عن رصد كل شاردة وواردة من أفكار التطرف إلا وكانت لها بالمرصاد وواصفين الحلول والرد عليها من خلال خبراء وعلماء وفقهاء على قدر عال من الخبرة وإجادة اللغات المتعددة للتوضيح والشرح بكل لغات العالم.
يا سادة يا كرام.. اعلموا علم اليقين أن المنهج الازهرى منهج إسلامى وسطى رصين يربى طالب العالم على السماحة والاعتدال والتعددية واحترام الآخر.. فارفعوا أيديكم عن الأزهر ورجاله فمهما حاولتم فلن تستطيعوا تعطيل مسيرته الرائدة التى انطلقت متوهجة لإضاءة الدنيا كلها وسطية واعتدال.
وختاماً:
قال تعالي: «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .»
صدق الله العظيم سورة الصف آية “٨”.