هل تعرفون ما الفرق بين كلمة “صوم” و”صيام”؟
إن القرآن العظيم ليس به كلماتٍ مترادفه أبدا! فالصيام: كما تعلمون هو الامتناع عن الطعام والشراب وباقي المفطرات من الفجر حتى المغرب وهي الفريضة المعروفة خلال شهر رمضان المبارك. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ” ولم يقل الصوم.
أما الصوم: فيخص اللسان وليس المعدة خاصةً قول الحق والامتناع عن قول الزور سواء في رمضان أو غيره، قال تعالى: “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”.
هنا نلاحظ أن مريم عليها السلام نذرت صومًا وهي تأكل وتشرب، “فالصيام” وحده دون أن يرافقه “الصوم” لا يؤدي الغرض المطلوب لقول النبي: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”. قال الله تعالى في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”، لاحظت أن الله ذكر الصوم ولم يذكر الصيام! كلنا كنا نظن أن المقصود في هذا الحديث هو الصيام وليس الصوم، فالصيام يقدر عليه حتى الطفل الصغير؛ أما الصوم فهو الذي يحتاج إلى صبر عظيم فالصبر على أذية الخلق والصبر على أداء الحقوق وقول الحق هي من الأمور التي تحتاج إلى جهاد عظيم مع النفس.
اللهم أجعلنا ممن قاموا بالصوم والصيام على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم آمين.