أظلَّنا شهر هو منحة ربَّانية، نفحة صمدانية، معونة إلهية، شهر ينتهز فيه المؤمن العاقل خصيم نفسه فيُغيّر ويجدّد حياته ويبدأها كما أمر الله- سبحانه وتعالى- وكما أرشد رسوله الكريم.
غيِّر حياتك أيها المؤمن، وهذه فرصتك، صدقة ربك لك، فالخلق عباد الله، ونحن فقراء إلى الله، نلتمس منه الرزق، ونسأله الصحة والعافية، ونطلب منه أن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يقبله بعد أن أدّيناه وأن يخلص نيّاتنا له نحن فقراء إلى الله، والله قائم بذاته لا يحتاج إلى أحد منا، ونحن في حاجة مستمرة إليه؛ فإذ به من رحمته يتصدّق علينا ويعطينا، ومن عطائه هذا الشهر الكريم، ويهدينا هدية فيها هذا الشهر الأكرم، هدية لو عرفها الناس لقاتلونا عليها، وهم يسعون في تحصيل كل لذَّة وفي دفع كل ألم لو عرفوها وعرفوا الأنوار التي تتلألأ في قلوب العابدين والذاكرين والصائمين والقائمين لقاتلونا عليها وأرادوا أن يستأثروا بها وأن يأخذوها منّا وأن يحرمونا إيّاها، نعمة كبرى في أيدينا تستوجب أن نُغَيِّر حياتنا.
كيف نغير حياتنا؟ بالبعد عن المهلِكات. بفعل المنجيات. بالاستمرار على الخيرات.
هكذا رسم لنا رسول الله الطريق إلى لله، تخلية القلب من القبيح فتتبعه الجوارح والسلوك، وتحلية القلب بالصحيح فتتبعه الجوارح والسلوك.
شهر فضيل كريم تُسَلْسَل فيه الشياطين؛ فاستعدّوا له والتجئوا بقلوبكم لربّكم أن يرفع عنا البلاء وأن يغفر لنا ذنوبنا ويكفِّر عنّا سيئاتنا.