عندما تسوء الأخلاق، وتضيق الأرزاق، وتشتد النوازل، وتزداد المعوّقات، وتكثر العقبات، يحتاج العبد إلى من يأخذ بيده، ويشدّ من أزره، ويعلي من شأنه، ويرفع من عزمه، يجبر خاطره، ويقضي حاجته، وإنّ أعظم عبادة يتقرّب بها المرء إلى ربّه قضاء حاجة أخيه المسلم، يُسَرِّي عنه، ويبُش له، ويمدّه بالعون، ويرفع عن كاهله الهم، لا سيما في شهر رمضان حيث كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، ويقول (أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور يُدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُرْبَة، أو يقضي عنه دَينا، أو يطرد عنه جوعا).
إن الذي يعمل على قضاء حوائج الناس يمتلك نفسا زكية، ويدا ندية، وصدرا رضيا، وقلبا سليما، وعقلا عظيما، وأُفقا واسعا، وروحا متألّقة، لأنه بقضاء حاجة الناس يجبر نفوسا كُسِرت، وأجسادا أُنهكت، وأرواحا أُرْهِقت.