“عقيدتى”.. جريدة تصدر عن مؤسسة دار الجمهورية، ترجع أصالتها وعراقتها إلى زمن بعيد. تضم نخبة ممتازة من الصحفيين، والمحررين، إضافة إلى طاقم فني مُعتبر يتولّى إخراج صفحاتها على الوضع الذي نراه بأعيننا كل ثلاثاء موعد صدورها.
تتبني الآراء الحرة، المستنيرة التي ترفض الحزبية والعصبية والطائفية. انتماؤها الوحيد إلى وطنها الذي نشأت فيه. تتبنى الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل المستنير دونما شطح أو شطط بما يخلّ بثوابتنا وثوابت ديننا.
كنت أتابعها منذ زمن، وتوطّدت علاقتي بها بعد أن تعرّفت على نائب رئيس تحريرها الأستاذ طارق عبدالله، الذي أجرى معي حوارا صحفيا مهما تحدثنا فيه عن كل شئ، وعن القضايا المستجدة ودور الفلسفة والفكر الإسلامي في معالجة قضايا مثل تجديد الخطاب الديني، والقضايا الأخلاقية ومشكلة وأزمة القيم، وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقّع بنودها فضيلة الإمام الأكبر، وبابا الفاتيكان فرانسيس.
فضلا عن ذلك تغطياتها المستمرة للمناقشات العلمية التي تجمع بين الدين والدنيا.
أيضا عقدها للندوات التوعوية ومسابقات حفظ القرآن الكريم وعلومه .كذلك تضم العديد من الكتَّاب والمفكّرين وأساتذة الجامعات الذين ينيرون صفحاتها بمقالاتهم المفهومة الواضحة، كإعلام مقروء بما يحمله من إرشادات وحِكم ومواعظ يستفيد منها القراء على كافة مستوياتهم، فهي جريدة تخاطب كل العقول والمستويات الفكرية.
ومما يغلب عليها أنها تحمل فكرا إصلاحيا يتّسق مع متغيّرات العصر ومتطلباته.
يترأس تحريرها رجل أحسبه على خير، التقيته مرة واحدة وكأنه يعرفني وأعرفه من سنين طويلة، رقيق القلب، ليّن الجانب يصفي إليك وأنت تحادثه، هو الأستاذ محمد الأبنودي، المضياف زرته مرة واحدة عرفني فيها عليه الأستاذ طارق عبدالله الذي قال له الدكتور عادل سيكون له شأن إنه مفكر إسلامي، احتضنني الرجل وقال حرفيا: حضرتك أستاذ رغم صغر سنّك. قلت له: نعم حاصل على درجة الأستاذية. قال: يا دكتور لك مقال أسبوعيا على صفحاتنا.
والثلاثاء قبل عيد الأضحى من ثلاثة أعوام تقريبا، نشروا لي أولى مقالاتي (كيف نتحول بشعائرنا من العادة إلى العبادة؟)
ثم كانت المفاجأة نشر الحوار كاملا يوم عيد الاضحى الذي وافق الثلاثاء، وتوالت المقالات فكانت فاتحة خير علىّ، بعدها كتبت في عدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية المرموقة.
عاشت جريدة عقيدتي تحمل فكرا إسلاميا مستنيرا، حفظها الله تعالى، وحفظ رئيس تحريرها ونائبه، وصحفييها ومحرريها، ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ إياد أبو الحجاج .
نعم ما أحوجنا فى عصرنا هذا إلى مثل هذه المنابر الإعلامية المقروءة، فى أيام كثر فيها القيل والقال، وكثر فيها التناقض، وكثر فيها غث الكلام والحديث، كثر فيها الرويبضة الذين يتحدثون فى الأمور العامة ويتصدرون للفتوى بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ما أحوجنا لكتابات منضبطة تخاطب العقل وتلامس القلوب وترقّقها بعدما أوشكت على الصدأ!
ما أحوجنا إلى كتابات مفكّرين إسلاميين يظهروا حقيقة الدين من خلال خطاب متزن وواع ومستنير.
حفظ الله “عقيدتي”، اسم على مسمّى، حفظها الله تعالى لقرائها ومحبيها وحفظ كل المنسوبين إليها.