كتبت- إسراء طلعت:
رمضان شهر الاستثمار علي كافة الأصعدة، سواء في العبادات أو الطاعات أو حتى الاقتصاديات، ففيه تكثر اعمال الخير التي يمكن القيام بها بسهولة، بدءا من إلقاء السلام على جارك والتبسّم في وجه زميلك في العمل، ناهيك عن ثواب الصوم والصدقة وإطعام الطعام للمساكين وإخراج الزكاة، وصلة الأرحام، إضافة إلي ترشيد الإستهلاك وعدم الإسراف سواء في الطعام أو الشراب الذي تمتلئ به الموائد الرمضانية في بيوتنا.
لذلك يوضح علماء الدين أفضل الأعمال في رمضان من عبادات أو أعمال خير.
يقول د. سيف رجب قزامل- استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر-: إن النبي كان يبشِّر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول لهم: «أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم»، موضحا أن النبي كان يبشِّرهم بقدوم هذا الشهر المبارك والأجور العظيمة التي اختص الله بها شهر رمضان، لذلك كان الصحابة يدعون الله ستة اشهر أن يبلّغهم رمضان وبعده يسألونه أن يتقبّل منهم رمضان هكذا كانوا ينتظرون رمضان بفارغ الصبر.
أضاف: يجب على الأبوين الحديث عن فضل الشهر وحكمة الصوم، كما يجب الحرص على عمل جدول لتنظيم الوقت في رمضان، فيكون ما بين المذاكرة والصلاة وقراءة القرآن والصدقة والعبادة، بدلا من الانشغال بأشياء أخرى تلهي عن الطاعة، وفتح باب التنافس في الطاعات بين اأراد العائلة.
وعن أعمال الخير والطاعات في رمضان، قال: كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، فليحرص الإنسان على أن يستعد روحانيا بعقد العزم على ترك المعاصي والحرام وتجديد التوبة، والعهد مع الله على الاستقامة والإكثار والاستزادة من أعمال الخير وفضائل الأعمال.
أشار د. أحمد كريمة- استاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، إلى انه من أفضل الأعمال في رمضان في ظل الظروف الاقتصادية الحالية هي إخراج الصدقة، لما لها من ثواب عظيم، إطعام الطعام، أو إفطار الصائمين، وهذا لا يعني أن تنتظر أن يأتي أحدهم طالبا الطعام أو الشراب أو المال، بل سارع بالبحث عن المحتاجين بنفسك لتقديم المساعدة، فسرعان ما تنقضي أيام رمضان المباركة.
ويؤكد د. حسن القصبي- أستاذ الحديث بجامعة الأزهر- أهمية العمل الصالح والقيام وصلاة التراويح، وقيام الليل جماعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان: “من قامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه”، وأوضح أن ختم القرآن يعد أحد أهم اعمال الخير في رمضان، إذ لا يقتصر على نيل الأجر فحسب، بل يؤثر إيجاباً على حياة القارئ والمجتمع من حوله، وأن يهب لمساعدة الأهل، وتعميق أواصر القرابة وتعزيز قيم المحبة والمشاركة، ومن بين هذه الأعمال التي تضفي دفئا على جو العائلة مساعدة الأهل، خاصة في أعمال المنزل المختلفة، إضافة إلي القيام بأعمال التطوع ونشر الابتسامة وتجنّب قول السوء وتجنّب الكلام والألفاظ المسيئة.
أوضح د. عادل عبدالشكور- من علماء الأوقاف– إن ترشيد الاستهلاك ضرورة حتمية في ظل الأزمات الاقتصادية فيجب أن يكون سلوكا انسانيا يدرب المسلم نفسه عليها في رمضان ويستمر عليها بعد ذلك، فالإسلام ينهي عن الإسراف والتبذير في كل شئ، سواء في الإنفاق أو الاستهلاك فيما يتعلق بالطعام والشراب واللباس والزينة، مشددا على أهمية العمل الدءوب وإتقانه، واستشهد بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأك خصلتان :سرف ومخيلة”، هذه هي القاعدة الأساسية العامة المثلى في المحافظة على نعمة الله وترشيد الاستهلاك، وقد أكد المولى جل وعلا على هذه القاعدة (قاعدة التوازن والاعتدال) في جمع المال وتحصيله وإنفاقه ومدح جلّ جلاله المعتدلين في إنفاقهم والمحافظين على نعمه الذين يرشدون استهلاكهم فقال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). وكان النبي أكثر الناس تقديرا وحفظا لنعم الله وأبعدهم عن الإسراف والتفاخر بها وإهدارها رغم انفتاح الدنيا له وإقبالها عليه، كما حذرنا من الإساءة في استعمال الماء والإسراف فيه حتى في الوضوء.