بقلم: أحمد زعتر
لا شك أن الغيرة والحقد والحسد سمات في جميع المخلوقات، ودائما نجد صاحبها منبوذا من الجميع، فذلك الشيطان كان يغار من سيدنا آدم (عليه السلام) ظنا منه أنه الأفضل، فهو مخلوق من نار والنار أفضل من الطين التي خُلِق منها آدم من وجهة نظره، وامتد الشعور بالغيرة إلى بني البشر منذ نشأة الحياة البشرية، حيث كانت البداية بين الأخوين قابيل وهابيل، حيث قتل قابيل هابيل بسبب قبول الله (سبحانه وتعالى) لقربان هابيل وعدم قبوله من قابيل، وذلك لصدق نيته، فلعبت تلك السمات الشيطانية دورها في تسجيل أول جريمة قتل في الحياة البشرية.
ومنذ ذلك الوقت وحتى قيام الساعة، سيبقى هذا الأمر موجودا بين جميع المخلوقات بصفة عامة وبين بني البشر بصفة خاصة، وهنا نخص بالذكر محاولات بعض الدول المتطرفة السيطرة على دول أخرى ومقدرات شعوبها غيرة منها بسبب موقعها الاستراتيجي أو تماسك شعبها أو غير ذلك، ولم يصبح الأمر جماعات متطرفة؛ بل تطور الأمر إلى أن أصبح هناك دولا تدعم الإرهاب وتنتهج حكومتها السياسات المتطرفة، وهو ما يظهر لنا جليا من محاولة تلك الدول التحالف مع بعضها البعض بشتى الطرق من أجل السيطرة والاستيلاء على وطننا الغالي مصر ومقدرات شعبه، والتحكم فيه اقتصاديا ومن ثم عسكريا، إلا أننا سنبقى دائما حائط صد ضد تلك المحاولات البائسة، وأستدل على يقيني هذا بتاريخ مصر في صد عدوان الهكسوس والتتار والصليبيين والحملات العسكرية الأخرى في القرن العشرين، والتي بائت جميعها بالفشل في النهاية.
ومن هنا أود أن أوجه رسالة شديدة اللهجة لتلك الدول المتطرفة، مستشهدا بكلمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في العديد من اللقاءات: “مصر جيشها رشيد يحمي ويؤمّن لكنه لا يهدد ولا يعتدي، وهذه هي عقيدة وثوابت الجيش المصري”، كما قال سيادته أيضا: “إن الأسد لا يستطيع أحد أن يأكل طعامه”، وختاما أقول: إن الأسد نفسه يحرم أكله شرعا، فكل ما له ناب أو مخالب يحرم أكله، ومصر لها أنياب ومخالب عديدة، فاحذروا الاقتراب من مصر.