رمضان الخير و”اللَّمَة”.. يتجاوز كل أزمة

الموائد العامرة.. تُعيد شحْن الأجساد والأرواح الطاهرة

يتميّز شهر رمضان المبارك بزيادة خيراته ونفحاته، ليست الروحية والأخلاقية فقط، وإنما بتجمُّعاته و”لَمَّتِه” شَمْل الأُسر والأهْل والأصدقاء، متجاوزاً أى صعوبات اقتصادية أو تحديات اجتماعية، لاغيا من قاموسه: بُعد المسافات، تباين الثقافات، اختلاف العادات والديانات، وأى فوارق اجتماعية أو طَبَقية أو حتى نفسية.
لذلك نجد رمضان غير كل شهور العام، بل إنه- وفي مصر تحديداً- غير كل دول العالم أجمع، لذا فـ”رمضان فى مصر حاجة تانية”.
وهذه بعض صور “لَمِّة” رمضان بين المصريين.

بعد دخولها موسوعة جينس منذ سنوات :

كل طوائف الشعب.. على مائدة “آل البيت” بمدينة نصر
نموذج عملي لتعاليم الإسلام في العمل الخيري
د. حمدى طه: بدأنا 1991.. ومستمرون طوال العام
متابعة:

جمال سالم
محمد الساعاتى
شهدت مائدة (آل البيت) الدائمة طوال العام التى يقيمها د. حمدى طه، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، تظاهرة حب تزامنت مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان، كما تزامنت الاحتفالية أيضا مع ذكرى عيد الأسرة (عيد الأم) حيث ارتسمت السعادة والفرحة على وجوه جميع الحاضرين الذين تقدّمهم ثلاثة من رؤساء جامعة الأزهر، وهم: د. إبراهيم الهدهد، د. محمد المحرصاوي، د. سلامة داود الرئيس الحالي لجامعة الأزهر، وقيادات الجامعة والكاتب الصحفى محمد الأبنودى- رئيس تحرير “عقيدتى”- د. صابر عبدالدايم، د. على مطاوع، ولفيف من رجال الإعلام والصحافة، وقد جسّد تنظيم الاحتفال نموذجا للمساواة بين جميع الحضور في المأكل والمشرب وأماكن الجلوس والترحاب الحار الذي يؤكد سمو ورقي نادرا ما نشهده في عصرنا، ولكنه تنفيذ عملي لتعاليم الإسلام على أرض الواقع.
سبق حفل الإفطار احتفالية علمية وكلمات لكبار العلماء وإنشاد ديني بعد الافتتاح بالقرآن الكريم، قدّم لها سعد المطعنى- الإذاعي بشبكة القرآن الكريم- وبدأت بوصلة من الابتهالات الدينية والتواشيح قدّمها المبتهل الشيخ منتصر الأكْرَت، ثم توالت كلمات قيادات جامعة الأزهر الذين رحبوا بضيوف مصر من الطلبة الوافدين الذين يتعلمون بجامعة الأزهر من جميع أنحاء العالم ليصبحوا” سفراء للأزهر” في مختلف قارات العالم .
أثنى المتحدّثون على الدور الفعّال الذى تؤدّيه مائدة “آل البيت” التي تعد من أقدم وأكبر الموائد بمصرنا الحبيبة ليس في رمضان فقط بل طوال العام، ودخلت موسوعة جينس للأرقام القياسية كأكبر وأطول مائدة للطعام.
وجّه الإعلامي سعد المطعنى الشكر للدكتور حمدى طه الذى استطاع إدخال الفرحة إلى قلوب جميع الحاضرين فى تلك الأيام المباركات التى كلها أيام رحمة ونشاهد فيها الحب والتعاون الحقيقي بين أبناء الشعب المصرى واحتضانه “كعبة العلوم” التي يدرس فيها قرابة الخمسين ألفا من أكثر من مائة دولة، وهي ترجمة عملية للفضل الإلهي على مصر التي قال عنها: “…وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” وكذلك يأتي هذا الاحتفال في يوم من أيام النصر العظيم الذي قهر فيها الجيش المصري جيش الصهاينة الذين زعموا أنه “جيش لا يُقهر”.
دعوة عملية للخير
تحدث د. رضا عبدالواجد- عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر- د. غانم السعيد- العميد السابق لكلية الإعلام- وغيرهما فأكد الجميع أن اجتماعنا على المائدة المباركة يؤكد قوة الترابط بين جميع المسلمين دون النظر إلى اللون والجنس وتطبيق عملي لقوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…” وترجمة حقيقية لخيرية الأمة الإسلامية التي تميزت بها عن غيرها من الأمم لقوله تعالى: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ …” وقول رسول الله: “مَثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وقوله: “لا تدخلون الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَلا أدلّكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”.
كما أوصى رسولنا بأهل مصر خيرا ووصف جنودها بأنهم “خير أجناد الأرض” فقال: “إنكم ستفتحون أرضا يُذْكَر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمّة ورحما”.
أشاروا إلى أن مصر أُمُّنا جميعا مما يوجب علينا السهر على أمنها ونهضتها ليل نهار، وكذلك توصية الإسلام بالوالدين وعامة وخاصة الأم فقال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ ” فالجنة تحت أقدام الأمهات. وأكدوا أن إطعام الطعام وبذله من أحب الأعمال إلى الله، وضرب من ضروب السرور.

“إفطار المحبة الإنجيلية” تجسيد لوحدة النسيج المصرى

د. أندريه: مصر تعبر لأرض الخير.. بشعبها العظيم

كرم جبر: قوتنا في وحدتنا وتماسكنا

د. عزت شاكر: محبة الله.. فى خدمة الناس

متابعة: مصطفى ياسين:

رسمت الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر، صورة مصغرة ومعبرة عن ترابط وتماسك المجتمع المصرى، مسلمين ومسيحيين، بإقامتها “إفطار المحبة” الرمضانى، بحضور مختلف طوائف وفئات المجتمع من القيادات السياسية والدينية والإعلامية والتنفيذية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
فى البداية رحَّب القس د. عزت شاكر، راعي الكنيسة، بالحضور، قائلاً: “تمتلئ قلوبنا فرحا ومحبة فعلاقتنا ممتدة لسنين طويلة، وإفطارنا معًا يعكس أصالة الشعب المصري”، مؤكداً أن الله محبة تعنى حب الخير للجميع، فمن قال إنه أحب الله وابغض اخاه! فهو كاذب، لأن من يحب ربنا يجب أن يحب ويخدم كل الناس، دون تفرقة أو تمييز، ورمضان شهر كريم علينا كلنا.
ثم أدار د. عزت لقاء ممتعاً فيما بين الحضور.
فأكد القس د. أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أنه في هذا الشهر الكريم يأتي التفاؤل والكرم، وكلنا ثقة وتفاؤل بأن مصر ستعبر من التحديات إلى أرض الخير، بشعبها العظيم الذى هو سبيكة عصية على الكسر.
وأطلق د. أندريه صرخة استغاثة للعالم من أجل أهلنا في غزة، قائلاً: نصلي من أجل أن يحل السلام فى هذه المنطقة وينهي المعاناة وينشر السلام في العالم، موضحاً أن الصيام سلوك جميل يعلمنا الامتناع السلبى والإيجابى، وهو ضرورة ليذكرنا بكل الذين يعانون ظروفا صعبة.
وحدة المصريين
وعرض الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، لتجربته الشخصية باعتباره أحد أبناء مركز القوصية بأسيوط التى تحتوى دير المحرق، مؤكدا أنه لولا أن العائلة المقدسة وجدت الأمن والطمأنينة فى مصر عامة وهذا المكان تحديداً لما استقرت به ولاستمرت بين الشقاء والترحال.
وأشار إلى أننا مررنا بمحن كثيرة عبر التاريخ، وآخرها حينما تعرض الوطن للاختطاف لكن بفضل ترابط الجميع، تم الحفاظ على الوطن، فكانت مواقف قادة الكنيسة، وفى مقدمتهم البابا تواضروس، ومقولته الشهيرة “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”، وفى المقابل مواقف قادة الأزهر وعلى رأسهم د. احمد الطيب “كنائسهم مثل مساجدنا”، فبقيت وحدتنا وستظل دائما وابدا بتماسكنا وترابطنا.
المواطنة الكاملة

وأكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة سابقا، أن مصر ستظل قوية مترابطة بأبنائها وجميع مواطنيها، لا فرق بين أحدهم في الحقوق والواجبات، فحق المواطنة مكفول للجميع، مستشهداً بما نعيشه اليوم من المساواة وتطبيق مبدأ المواطنة الكاملة.
رسائل مهمة
وقال المستشار خالد القاضى، رئيس محكمة الاستئناف: هذا لقاء حب وتجمع شديد الروعة. موجها ٣ رسائل، الأولى للرئيس السيسى، مفادها أنه لولا مناخ الأمن والأمان والاستقرار الذى تحقق بفضل الله ثم قواتنا المسلحة ورجال الشرطة البواسل لما تم هذا اللقاء فى “اوبن اير”. والثانية للقس أندريه وشعبه وما يحملونه من المحبة والإخلاص لهذا الوطن العالى، والثالثة للشعب المصري العظيم الذي لا يعرف التفرقة بين افراده، مؤمناً بالرابطة الإنسانية التي هى ابدية أزلية.
وقال اللواء احمد جوده، رئيس حى مدينة نصر، أشعر وكأننى فى بيتى، فمنذ مائدة العام الماضى وانا سعيد بالكوكبة المتميزة من هذه الشخصيات المصرية المخلصة، وغايتى هى خدمة كل الناس.
الصيام يجمعنا
وأشار السيد علاء ابو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، رئيس رابطة الأسرة المصرية، إلى أن الصيام المشترك الذي جمع بيننا مسلمين ومسيحيين، إنما هو فيض محبة تجمعنا، بالروح الجميلة وهى التى تربطنا فى كل شئون حياتنا المصرية.
سنة حميدة
ووصف د. سعد الهلالى، الأستاذ بجامعة الأزهر، إقامة حفل إفطار المحبة بأنه سنة وطنية حميدة، لمواجهة التحديات وتقوية صمام الجبهة الداخلية، وهى تعبير عن روح المحبة التى تبث فى المساجد والكنائس، والحرمة المشتركة بينها. مؤكداً أن الأمل والخير قادم بفضل الله ثم تماسك شعب مصر.
تجسيد واقعى
اوضح د. رفعت فكرى، أن إفطار المحبة إنما هو تعبير وتجسيد عن واقع الشعب المصري وتضامنه وترابطه.
وأكد الشيخ سيد، مدير أوقاف مدينة نصر، أن مصر ستظل في أمن وأمان واستقرار بفضل الله ثم وعى شعبها وتدينه الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال بعيدا عن الغلو والتطرف.

٢٠٠٠ من “الشركاء معًا” تحت مظلّة التحالف الوطني.. بحيّ الأسمرات

نظّمت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، تحت مظلّة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، إفطارًا بالمدينة الشبابية الرياضية بالأسمرات بالمقطّم، شارك فيه أكثر من ٢٠٠٠ مواطن، بحضور د. طلعت عبدالقوي- عضو مجلس النواب، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، رئيس اللجنة التنظيمية لعمل التحالف الوطني- وعدد من قيادات الهيئة القبطية الإنجيلية، والقيادات الدينية وقيادات مؤسّسات المجتمع المدني.
أعرب د. طلعت عن سعادته الكبيرة بالمشهد الحضاري لحيّ الأسمرات مضيفًا “إن عدد المستفيدين من الدعم الذي يقدّمه التحالف الوطني للأسر الأولى بالرعاية خلال شهر رمضان الكريم ما يقرب من 20 مليون مستفيد على مستوى الجمهورية”، مؤكدا “أن التحالف لديه قاعدة بيانات للمواطنين الأولى بالرعاية في المحافظات والقُرى”.
من جانبه قال رفيق ناجي- مدير المواقع التنموية بالهيئة-: شارك أكثر من ٢٠٠٠ من شركاء الهيئة القبطية الإنجيلية تحت مظلة التحالف الوطني الذي يحرص على تقديم مساعدات ودعم الأسر الأولى بالرعاية على كافة المستويات.
كما أعربت هبة يسري- مدير برامج الحوار بمنتدى حوار الثقافات بالهيئة- عن سعادتها بمشاركة عدد كبير من أعضاء برامج الحوار بالهيئة الإنجيلية، من شيوخ وقساوسة وواعظات وراهبات وإعلاميين وأكاديميين، والذي يعكس الصورة المصرية الخاصة للعيش المشترك.

“الاتحاد العربي”.. صِلات وصَلَوات ونقاشات شبابية وبيئية

نظّم الاتحاد العربي للشباب والبيئة، حفل إفطار لأعضائه وللمشاركين فى منتداه الثاني عشر الذي عُقد مؤخّرا بمحافظتى أسوان والأقصر، بمقرِّه الدائم بجوار وحدة مرور الأميرية، بحضور هالة الخولى- مدير تنفيذى جمعية حنان الدنيا- وعدد من قيادات الجمعية.
وكالعادة تحوَّل حفل الإفطار إلى مائدة لغذاء الجسد والروح، حيث انطلق الحضور- عقب تناول وجبة الإفطار التى أعدَّتها الحاجة فريدة حلمى، رائدة صناعة الفخار بمصر القديمة- لتغذية الروح بإقامة صلاتىّ المغرب والعشاء ثم التراويح فى جماعة وأَمَّهُم الشيخ سامى أبو زيد القاضى، ليعقب ذلك عقد حلقات نقاشية حول مختلف القضايا المتعلّقة بالشباب والبيئة والمرأة، خاصةً مع تزامن الاحتفال بعيد الأم وانتصار العاشر من رمضان ١٣٩٣هـ، الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وإسقاط شائعة الجيش الذي لا يُقهر، بسحْقِه وإذلاله بيد القوّات المسلّحة المصرية ورجال الشرطة البواسل.
سُنَّة حميدة
أكّد د. ممدوح رشوان- أمين عام الاتحاد– أن هذا التجمُّع الرمضانى سُنَّة حميدة اسْتَنَّها الأعضاء منذ سنوات كنوع من الترابط الاجتماعي فيما بينهم باعتبارهم أُسْرَة واحدة، وأن التواصل فيما بينهم لا ينقطع بانتهاء المؤتمرات والندوات بل هُم في حالة تواصل مستمر للإعداد وتنفيذ برامج ومشاريع الاتحاد المستقبليّة.
أشار إلى أن الاتحاد يسعى جاهدا لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعداد وتأهيل الكوادر الشبابية القادرة على تحمُّل المسئولية وحَمْل الراية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة بقيادة د. أشرف صبحى.
وقال د. صلاح عبدالرازق- الخبير البيئى-: إن الاتحاد يغرس في أعضائه، خاصة الناشئة، حُب العمل التطوّعي لخدمة المجتمع، ولذا يحرص على استثمار المناسبات المختلفة لعقد اللقاءات وبثّ قيم ومبادئ الانتماء للوطن، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة.
تلتقط خيط الحديث المعتصمة عويضة- مسئولة النشاط النسائى بالاتحاد- مشيدة بتفاعل الأعضاء بالقضايا المُثَارة على الساحة، وأهمّها تكريم الرئيس السيسى لعدد من “عظيمات مصر” في الاحتفال بعيد الأُم، ذلك الحدث الذى شغل حيّزاً كبيراً من مناقشات الحضور، لما تعيشه المرأة المصرية من عصر ذهبي، واهتمام على أعلى مستوى من الرئيس السيسى وحَرَمِه السيّدة انتصار السيسى.
ووصَف القائد محمد قاسم، الاحتفال بأنه فرصة لتواصل الأجيال وتبادل الخبرات والتجارب الحياتية بين الشباب والخبراء في مختلف المجالات.
وأكّد م. وليد صبحى- المدير التنفيذي- أن الاتحاد يحرص على جمع أكبر عدد من أعضائه فى مختلف المناسبات للتباحث حول البرامج والخطط المستقبلية، لذا نجد الحضور يمثّلون كافة المحافظات والقطاعات المتعاونة.
أوضح عادل زكى- المدير العام- أن الاتحاد يخلق حالة من التماسك الاجتماعي والأُسرى وليس مجرد التفاعل المؤقّت خلال المؤتمرات، وهذا ما يميّزه عن كل كيانات المجتمع المدني والشبابى الأخرى.

أجواء أسوانيّة.. فى ليالى رمضانيّة

الإفطار أمام الدَار.. وعادات متوارَثة “أجيال ورا أجيال”

كما أن لشهر رمضان أجواء مصرية خالصة، فإن لأهل أسوان عاداتهم وتقاليدهم الخاصة والتى تميُّزهم، ومن أبرزها الترابط الأسري والاجتماعي فيما بينهم بشكل كبير لم يتأثّر كثيرا بالتغيّرات الثقافية الوافِدة، فمازال الغالبية منهم لا يعرفون الإفطار إلا أمام الدوَّار، خاصة ساكنى القُرى والمُدن الواقعة على الطُرق السريعة والعمومية، أو حتّى البعيدة، حرصا على استضافة المتأخِّرين عن منازلهم، وكذا لمزيد من تقوية علاقات الجِيْرَة وتواصل الأجيال.
يقول على الضبعة- حرس الحدود بالمعاس-: توارثنا هذه العادات أبًا عن جِدِّ، فهى تزيد العلاقات الاجتماعية، وتغرس قيم التعاون والتكافل، لذلك تربّينا على أننا أُسرة واحدة، فلا يستطعِم أحدُنا الإفطار داخل بيته.
يتدخّل محمود عبدالحافظ- إعلامى بقناة طيبة- مؤكّداً أن السِمات الشخصية لغالبية أبناء أسوان متشابهة، لذا يتعاملون كأنهم أُسرة واحدة مهما تباعدت مساكنهم فقلوبهم وأرواحهم متواصلة ومترابطة فى كل مناسباتهم، وبالأخصّ الاجتماعية والدينية ومنها الرمضانية.
يلتقط خيط الحديث حمدى المحفوضى- أوقاف أقليت- مؤكّداً أن رمضان فرصة ذهبية لتقوية العلاقات الاجتماعية في مواجهة التحديات الاقتصادية والثقافية المصاحِبة لغزو السوشيال ميديا.
أجيال وراء أجيال
والجميل هو احتفاظ الأسوانية بتلك السمات الشخصية في كل مكان ينتقلون إليه، كما يشير محمد عبدالفتاح- رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي الاجتماعي لأبناء أسوان بالقاهرة- إلى حرصهم على تطبيق عاداتهم وتقاليدهم بل تعليمها للأجيال الناشئة في مجتمعاتهم الجديدة، مضيفا: كما نجعل هذه المناسبات فرصة للترابط مع جذورنا فى أسوان.
يتّفق معه نصر عمر قِنيده- نائب رئيس النادي- مؤكداً حرص النادى على تجسيد مُحاكاة حقيقية للعادات الأسوانية من حيث التجمّع والمأكولات والسهرات وتبادل الزيارات.
يضيف جمال طه الجيلانى- رئيس مجلس إدارة جمعية الرغامة البلد، امبابة، جيزة-: نستثمر رمضان فى استعادة تقوية علاقاتنا الاجتماعية التي تأثّرت بفعل التغيّرات الثقافية والتحديات الاقتصادية والشَبَكة العنكبوتية.
ويشير فرح شريف الجرفى- مسئول اللجنة الإعلامية- إلى تنظيم عدّة فعاليات وأنشطة دينية وثقافية واجتماعية تساعد فى مزيد من ترابط أبناء أسوان خارج محافظتهم.
وقال أحمد الصول، وأحمد الغريب- مسئولا اللجنة الرياضية-: نظراً لأهمية الرياضة، ولتعلّق الشباب بها، نظَّمنا دورات رياضية بمشاركة فِرق تمثّل المُدن والقُرى الأسوانية، ولا تقتصر على شهر رمضان فقط، كنوع من التعارف والتقارب بين أبناء المحافظة المتواجدين خارجها.