بقلم: أحمد شعبان
فقدت الأمة العربية والإسلامية عالماً جليلاً من علماء الأزهر الشريف، نُشر علمه في الآفاق وتناقله طلاب العلم من مختلف الأقطار، العالم الجليل، وشيخ العلماء، فضيلة الشيخ خميس نصار، من علماء التفسير، والذي لقي ربه الأسبوع الماضي عن عمر يقارب من المائة عام، قضاها في خدمة القرآن وعلومه.
والشيخ خميس نصار- رحمه الله- كان من مدرِّسى التفسير بمعهد القراءات منذ سنوات طويلة، وتتلمذ على يديه علماء كبار، وجمع كبير من مشايخنا الأجلاء ليس في مصر فقط بل من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر؛ العالم الجليل د. شعبان محمد إسماعيل- أستاذ علم القراءات وأصول الفقه بجامعة الأزهر الشريف- والذي يشرف دائماً بأنه أحد تلاميذ عالمنا الراحل، وغيره من علماء التفسير وعلوم القرآن.
وعالمنا الراحل شهدت له دول العالم الإسلامي التي كان يدرِّس بها علوم القرآن الكريم وتفسيره، واستطاع بعلمه أن يُخرّج جيلاً من العلماء قادراً على خدمة القرآن الكريم وعلومه، ولذلك كان التكريم الأكبر من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء العلماء حفظة كتابه الكريم، في قوله تعالى: “أولم يروا أنَّا نأتي الأرض ننقُصها من أطرافها والله يحكم لا معقِّب لحكمه وهو سريع الحساب”، فنُقصان الأرض وخرابها يكون بموت وذهاب هؤلاء العلماء، وقوله تعالى: “إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ”، الله تعالى اختص العلماء بخشيته، لأنهم يعلمون بكماله وعزَّته وجلاله.
ومن كرم الله تعالى على حامل وحافظ القرآن أنه عزَّ وجلَّ يشفِّعه في أهله وأحبابه يوم القيامة، وفضل حفظ القرآن الكريم والعمل به عند الله عز وجل كبير، ففي الحديث: “يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان يحاجان عن صاحبهما”.
ولا يسعنى في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة عالمنا الجليل، سائلا الله- عز وجل- أن يشفِّع فيه القرآن الذي حمله وحفظه وتعلَّمه وعلَّمه، وعمل به طوال حياته، وأن يتغمده برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يغفر له ويرحمه ويعفو عنه ويجعل تلاميذه فى ميزان حسناته، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.