لم يعد رمضان شهراً- فى مصر- خاصاً بالمسلمين فقط، بل أصبح بعاداته وتقاليده، شهراً «وطنياً لكل المصريين». فالأطفال، مسلمون ومسيحيون، أصبح الفانوس علامة على فرحتهم بقدومه، يتشاركون معاً فى تعليق زينته على منازلهم. والأكلات والحلوى الرمضانية، تتقدم على موائد «كل المصريين»، على الموائد المصرية، مسلمة ومسيحية.
بهذه الروح كان طبيعياً أن يشارك البابا كيرلس السادس، بشعبيته الكبيرة لدى المسلمين كما المسيحيون، إخوته المصريين فى إقامة طقسهم التكافلى فى شهر الكرم، ويقيم موائد الرحمن فى القاهرة وعدة محافظات، ليفطر عليها المسلمون الصائمون.
بهذه الروح، أيضاً، وفي مشهد رائع من مشاهد المحبّة والأخوة والوحدة الوطنية عكس صورة مضيئة عن العلاقة بين عنصري الأمّة المصرية قام الراهب القس جاد أنبا هيرمينا- مدير بيت محبة الله بالزيتون- بإعداد مائدة رمضانية دعا إليها بعض القيادات المحلية والأمنية والجيران، رسموا لوحة فنية رائعة وعزفوا أجمل سيمفونية عن ترابط وتماسك ووحدة شعب الدولة المصرية.
أعرب الشيخ عادل عبدالكافي- وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية- عن عميق شكره وامتنانه لهذه اللفتة الطيبة التي تدلّ على أن هناك تراثا طويلا من التلاحم بين المسلمين والمسيحيين في حب مصر.