في يوم جميل من أيام شهر رمضان المبارك، أكرمني الله تعالى بزيارة قريتي العزيزة على قلبي الخطارة الصغرى بمحافظة الشرقية، القرية التي ولد وترعرع ودفن في ترابها والدي الحبيب المغفور له بإذن الله تعالى العالم الجليل الأصولي فضيلة الشيخ الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ علمي أصول الفقه والقراءات بجامعة الأزهر.
دعاني أهل قريتي وبرفقة أخي الشيخ صلاح شعبان من علماء وزارة الأوقاف، لحضور حفل توزيع جوائز القرآن الكريم على أطفال القرية والتي تقيمها جمعية الزهراء، وتحمل الجائزة اسم الوالد المرحوم الأستاذ الدكتور شعبان محمد إسماعيل الذي أفنى حياته كلها في خدمة القرآن الكريم وعلومه تعليماً وتعلماً ليس في الأزهر الشريف فقط؛ بل وفي جامعة أم القرى بمكة المكرمة مهبط الوحي.
كلمات جميلة انطلقت مع بدايات الحفل من عالمنا الجليل والأخ الأكبر فضيلة الشيخ عبدالله عبدالسميع الصباغ من علماء وزارة الأوقاف والمشرف العام على الجمعية وراعي المسابقة والذي أدعو الله تعالى له بالتوفيق والسداد والقبول حيث عمل على وصية عالمنا الجليل بالاستمرار على النهج في خدمة طلبة العلم وتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك فضيلة الشيخ خالد سلام وفضيلة الشيخ صلاح شعبان، من علماء وزارة الأوقاف.
كلمات خرجت من القلب، ومن شيوخ عاشروا عالمنا الذي رحل عنا بجسده ولكن لم يرحل ومازال يعيش معنا بروحه الطيبة وقلبه الجميل ولسانه العذب وذكرياته العطرة التي لا تنسى، وأفعاله الخيرة، وعلمه الذي ينتفع به حتى الآن.
كلمات تعتز وتفتخر بأن المغفور له الدكتور شعبان إسماعيل الذي ملأ علمه العالم الإسلامي والعربي كله شرقاً وغرباً، ومازالت حتى يومنا هذا معظم الجامعات والمراكز والمعاهد ليس في مصر فقط بل في دول العالم تُدرس مؤلفاته سواء في أصول الفقه أو علوم القرآن والقراءات.
وجوه الأطفال الفتيات والفتيان الفائزين في مسابقة حفظ القرآن والذين امتلأت بهم أرجاء المسجد العامر، تملؤها الفرحة والسرور ليس بالجائزة النقدية، ولكن بشهادة التقدير التي تحمل اسم العالم الجليل الدكتور شعبان إسماعيل وتتزين صورته بالعمامة الأزهرية ووجهه المُشرق دائماً ببركة القرآن الكريم صدر الشهادة، الجميع يعتز ويفتخر أنهم من أبناء قرية الخطارة التي أنجبت العالم الرباني القرآني العظيم عليه سحائب رحمات الله تعالى.
ومن مآثر فضيلة العالم الشيخ شعبان إسماعيل أنه كان يحرص كل الحرص على زيارة قريته “الخطارة” كل فترة لصلة الأرحام والاهتمام بدار تحفيظ القرآن، فشكرا لفضيلة العالم الجليل الشيخ عبدالله الصباغ الذي عمل بالوصية تخليداً لاسم الوالد الغالي والعالم الأصولي القرآني الشيخ شعبان إسماعيل.
رحل العالم القرآني والدي الغالي إلى قلبي بعد أن دعا أن يلقى الله تعالى ويختم مسيرته العلمية وحياته في خدمة القرآن الكريم، فكان له ما دعا حتى نال الأجر والثواب الكبير من الله تعالى.
رحم الله تعالى والدي المغفور له الشيخ شعبان إسماعيل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، جزاء ما قدم من علم وخدمة للقرآن الكريم، ودفاعاً عن كتاب الله حتى قبل وفاته بساعات، مما جعله يدخل تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، والعلماء ورثة الأنبياء، وكيف لا وسنده، رحمه الله، في قراءة القرآن يعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم تقبل خدمته لكتابك العزيز في ميزان حسناته، واجعل القرآن الكريم الذي حفظه في صدره وعلمه للملايين من المسلمين في أنحاء العالم نوراً في قبره، وألهمنا الصبر، وألحقنا به في دار النعيم، “إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”.
أحمد شعبان